كتاب أخبار المدينة

هذا الجدار في شرقي السوق، وهذا أول الجدار المذكور مما يلي القبلة، وما سيأتي فيه دال على أنه استمر يمده إلى جهة الشام، وليس ابتداء هذا الجدار من القبلة أول السوق لما سيأتي، بل بقي منه بقية في جهة القبلة إلى المصلى (1).
وقال ابن زبالة عقب ذكره لابتداء الدار من خاتمة البلاط: فمضى بها حتى سد بها وجه دار العباس بن عبد المطلب، أي التي عند خاتمة البلاط ودار نخلة، وكانت لآل شيبة بن ربيعة، وإنما سميت دار نخلة لنخلة كانت فيها. ثم دار معمر العدوى التي كان يجلس صاحب السوق بفنائها. ثم دار خالد بن عقبة التي بفنائها أصحاب الرقيق (2).
وجعل لبني ساعدة طريقاً مبوبة، ثم أخذ وجهه دار ابن جحش، ثم وجه دار ابن أبي فروة التي كانت لعمر بن طلحة بن عبيد الله، ثم وجه دار ابن مسعود، ثم وجه دار زيد بن ثابت، وجعل للطريق منفذاً مبوباً. ثم وجه دار جبير بن مطعم التي فيها أصحاب العباء. ثم وجه دار القارظيين. ثم وجه دار العباس بن عبد المطلب أي الثانية التي كان عبد الله بن عباس يسكنها، وجعل لبني حمزة طريقاً مبوباً. ثم وجه دار ابن أبي ذئب ثم دار آل شويفع. ثم صدقة الزبير وجعل لبني الديل طريقاً مبوباً، وهذا الطريق عند نهاية هذا الجدار الشرقي مما يلي الشام قرب ثنية الوداع، والطرق المذكورة قبله كلها في الجدار المذكور خططها في المشرق. ثم بين ابن زبالة ما يقابل هذا الجدار في المغرب مبتدئاً بما يقابله من جهة القبلة، ثم إلى الشام فقال عقب ما تقدم: ثم أخذ بها من الشق الآخر، فأخذ وجه الزوراء ووجه دار ابن نصلة الكناني. ثم على الطاقات حتى ورد بها خيام بني غفار، وجعل لمخرج بنى سلمة من زقاق ابن جبير بابًا مبوباً عظيماً يغلق. ثم مضى بها على دار ابن أزهر ودار ابن شهاب ودار نوفل بن الحارث حتى
__________
(1) السمهودي: 2/ 750.
(2) السمهودي: 2/ 750.

الصفحة 241