كتاب أخبار المدينة

قل للوليد أبي العبّاس قد جمعت ... ما زلت ترمي ويرمي الناس عن هدفٍ
أعطاك ربك طوعاً من قلوبهم ... ما كان في هدم دار السوق إذ هدمت
قام الرجال عليها يضربون معاً ... ينحطُّ منها ويهوي من مناكبها
أيمانُ قومك بالتسليم في الصحف ... حتى وضعت نصال النبل في الهدف
نصحاً تبين قبل الظن والحلف ... سوق المدينة في ظلم ولا حيف
ضرباً يفرق بين السور والتحف ... صخر تقلب في الأسواق كالخلف
وروى ابن زبالة من طريق جعفر بن محمد عن أبيه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم براوية الخمر التي أهدى له الدوسي فأهريقت بالسوق عند بيت أم كلاب حيث يهراق الشراب اليوم (1).
وروى ابن زبالة أيضاً في ذكر سوق المدينة عن محمد بن طلحة قال: رأيت عثمان بن عبد الرحمن وإسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد ومحمد بن المنكدر، وزيد بن حصفة يقومون بفناء بركة السوق اليوم قبل أن تكون، يقومون مستقبلين فسألت عثمان بن عبد الرحمن عن ذلك، فقال: قد اختلف علينا في ذلك، فقائل يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو هنالك، وقائل يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم هنالك فينظر إلى الناس إذا انصرفوا من العيد، قال: وكان عامر بن عبد الله بن الزبير يقف عند التبانين فيدعو (2).
وروى ابن زبالة عن عبد الرحمن بن يعقوب أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء السوق فرأى حنطة مصبرة فأدخل يده فيها، فناله بلل في جوفها، فقال: ما هذا؟ لصاحب الطعام، قال: أصابنى مطر فهو هذا البلل الذى ترى، قال: ألا جعلته على رأس الطعام حتى يراه الناس؟ من غش فليس مني من غش فليس مني (3).
__________
(1) السمهودي: 2/ 753.
(2) السمهودي: 2/ 755.
(3) ذكره السمهودي في وفاء الوفا 2/ 756 وعزاه لابن زبالة.

الصفحة 243