كتاب أخبار المدينة

الفصل الرابع: دراسة منهج ابن زبالة في كتابه أخبار المدينة
1 - كتاب أخبار المدينة لابن زبالة وأسلوبه:
الكتاب يعد من الكتابات التاريخية التي تعنى بتواريخ المدن الإسلامية واسمه (أخبار المدينة) (1) يدل بدقة على موضوعه، فالكتاب تأريخ دقيق ومفصل لوصف المدينة عمرانياً، منذ نشأتها حتى عصر المؤلف (2)، فهو يركز على بيان معالم المدينة وخططها وأغلب معلوماته مستمدة من ملاحظاته ومعلوماته الشخصية وخاصة فيما يتعلق بالوصف العمراني للمدينة.
وقد سبق وأشرنا أن كتاب أخبار المدينة لابن زبالة ضاع ولم يصلنا منه إلا المقتطفات التي نقلها المتأخرون كابن النجار في (الدرة الثمينة في أخبار المدينة) والزين المراغي في (تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة) والسمهودي في كتابه (وفاء الوفا في أخبار دار المصطفى) وغيرهم. ولا ريب أن هذا يؤدى إلى أن يكون بحثنا أولياً لا يشمل كل التفاصيل، لأن الكتب الناقلة المتأخرة كثيراً ما تنقل من المؤلفين الأولين دون الإشارة إلى مصدرها، مما قد يؤدي إلى عدم إدخال كثير من معلومات المُؤلَفَ
__________
(1) سبق وأشرنا في الفصل الأول عن كل من ترجم لابن زبالة وذكر اسم مصنفه أخبار المدينة ومنهم حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون (1/ 29)، والبغدادي في هدية العارفين (6/ 6)، وفؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي (2/ 201)، وأكرم ضياء العمري في كتاب منتخب من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم 2 - 15.
(2) هناك نص في كتاب المرجاني يدل صراحة أن ابن زبالة كان يكتب في كتابه حتى عام 199هـ وهو العام الذي يعتقد أنه توفي فيه وهذا النص هو ((وأما السقايات فقال محمد بن الحسن بن زبالة: كان في صحن المسجد تسع عشرة سقاية، إلى أن كتبنا في كتابنا هذا في صفر سنة تسع وتسعين ومائة)) (المرجاني: 1/ 220).

الصفحة 245