كتاب أخبار المدينة

والكتاب يكاد يكون خالياً من التأريخ للأحداث، فالأحداث التي أعطى تأريخاً لها قليلة جداً (1)، كما أنه أهمل جوانب التأريخ الثقافي والعلمي في المدينة بخلاف غيره ممن كتب في تواريخ المدن الإسلامية حيث أرخوا للمدن من خلال علمائها.
ومما تجدر الإشارة إليه أيضاً أن كتاب ابن زبالة كان يركز الاهتمام على الناحيتين الدينية والعمرانية في حين أن دراسة الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لم تحظ بكثير من العناية.
ب - مصادر ابن زبالة:
لقد اعتمد ابن زبالة في مادته التأريخية لموضوعات كتابه على الرواية الشفهية، إلى جانب المعاينة والمشاهدة التي قام بها وسجلها، والتي كانت ضرورية لكتاب يتناول خطط المدينة وآثارها ومشاهدها، وقدم في ذلك معلومات وافية ودقيقة، فقد اتسمت موضوعات كتابه بغزارة مادتها وأهمية وثائقها.
أما بالنسبة للرواية المكتوبة أو النقل من الكتب، فلم ينقل ابن النجار أو السمهودي أو أي ممن روى عن ابن زبالة أنه كان ينقل من الكتب، ويرجع ذلك في نظري بسبب قلة الروايات المكتوبة عن المدينة في تلك الفترة، بالإضافة إلى عدم وجود كتاب متخصص في تأريخ المدينة يسبق كتاب ابن زبالة.
1 - الرواية الشفهية: ويقصد بها ما تحصل عليه ابن زبالة من معلومات ونصوص من مشايخ وعلماء. إذ تميز هذا النوع من المصادر بالدقة والضبط. وكان ابن زبالة لا يهمل ذكر الشيوخ الذين نقل عنهم، وقد ذكر منهم أكثر من مائة (2)
__________
(1) المرجاني: ج 1، ص 220، والمراغي: 45، 54؛ والسمهودي: 2/ 401، 402، 536، 540.
(2) المزي: تهذيب الكمال / ج 1، ص 593.

الصفحة 252