كتاب أخبار المدينة

الملل، ولهذا لم نجد نصوصاً كثيرةً لابن زبالة مذكورةً بالسند الكامل إلا عند ابن النجار الذي لم يغفل السند في نصوص ابن زبالة بل نقلها إلينا كاملة بالسند (1)، وهذا يدل على أن ابن زبالة لم يكن يغفل ذكر السند في أغلب نصوصه وأنه اتبع طريقة المحدثين في ضبط مادته العلمية وتوثيق أخباره ورواياته.
ومع ذلك فإننا أحياناً نجد ابن زبالة يعلق الخبر (2) أو يسنده إلى مجهول فيقول مثلاً: (عن مشيخة من أهل المدينة قالوا:) (3). (وقال بعضهم:) (4) و (عن غير واحد من أهل العلم) (5) كما نجد ابن زبالة دقيقاً في استعماله المصطلحات اللفظية في علم الرواية فيستخدم لفظ حدثني مما يدل على السماع واللقاء والمشافهه مثل: (حدثني داود بن مسكين الأنصاري) (6) و (حدثني حاتم بن إسماعيل) (7) و (حدثني إبراهيم بن حمد) (8).
__________
(1) ابن النجار: ص 11، 12، 21، 28، 49، 73، 76، 93، 96، 106، 127، 134، 145، 148، 151، 152، 155، 156.
(2) ونلاحظ ذلك كثيراً في كتاب السمهودي فنجده يقول: (روى ابن زبالة) و (قال ابن زبالة)، 1/ 166، 166، 171، 190، 191، 248، 250، 260.
(3) السمهودي: 1/ 158، 178.
(4) السمهودي: 1/ 323.
(5) السمهودي: 1/ 344،351.
(6) السمهودي: 1/ 19.
(7) ابن النجار: ص73.
(8) السمهودي: 1/ 372.

الصفحة 255