كتاب أخبار المدينة

6 - مآخذ عليه:
رغم الأهمية الكبيرة لكتاب (أخبار المدينة) وما تضمنه من معلومات قيّمة بل ورائده، ينفرد مؤرخ المدينة ابن زبالة بتسجيل بعضها، إلا أنه لم يسلم من مآخذ تتناول المادة والمنهج، ومن هذه المآخذ:
1 - أنه كان ينسب إلى العلماء الثقات ما لم يحدثوا به (1).
2 - لعله من خلال تتبعنا لنصوص ابن زبالة لم نجده يهتم بإبراز صورة كاملة لمظاهر الحياة المختلفة وتطورها في مجتمع المدينة، فقد أغفل مظاهر النشاط الاقتصادي من زراعة وصناعة وتجارة، إلا من كلمات وعبارات قصيرة لا تشبع نهم الباحث، كما أنه لم يتناول مظاهر الحياة الاجتماعية وعناصر السكان وتطور أحوالهم في مجتمع دار الهجرة، فضلاً عن أنه لم يرصد لنا تطور الحياة الفكرية والعلمية في مجتمع المدينة، ولم يلق الضوء على حالة النشاط العلمي والثقافي والمؤسسات التعليمية والاتجاهات الفكرية، كما أنه لم يترجم لرجال العلم والثقافة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يتناول دورهم ومكانتهم ومدارسهم ومؤلفاتهم، علماً بأنه التقى بعدد من علماء المدينة وشيوخها وسمع منهم وأخذ عنهم.
3 - لم يسمِّ لنا أي كتاب يمكن أن يكون قد أخذ منه، وعلى الرغم من أنه ذكر أسماء كثير من العلماء والرواة الذين استمع إليهم وأخذ عنهم، إلا أنه لم يذكر أسماء مصنفاتهم، ولبعضهم كتب عدة، ومن ثم فإننا لم نعرف عن أيها نقل، ولو أنه ذكر أسماء الكتب التي نقل منها لسهل على الباحثين الرجوع إليها، أو إلى ما تبقى منها، أو معرفة بعض المفقد من تراث أمتنا.
__________
(1) السخاوي: التحفة اللطيفة، 2/ 469.

الصفحة 261