كتاب أخبار المدينة

8 - أثر ابن زبالة فيمن جاء بعده من المؤرخين:
لقد كان محمد بن الحسن بن زبالة مؤرخاً فذاً وعالماً موسوعياً، ورائداً في الكتابة التاريخية للمدينة، وقد تأثر به عدد من المؤرخين والجغرافيين، فمنهم من تأثر بمنهجيته، ومنهم من تأثر بنتاجه العلمي.
ويأتي في مقدمة من تأثروا بكتابه (أخبار المدينة) عدد من المؤرخين الكبار المعاصرين له أمثال: الزبير بن بكار المتوفى سنة 256هـ، والذي كان تلميذ ابن زبالة ورواية كتابه (1)، اقتبس منه عدداً من النصوص في كتابه (الأخبار الموفقيات) بلغت ثلاثة عشر نصاً (2) كماله كتاباً عن العقيق اعتمد عليه ياقوت ونقل عنه السمهودي، ومن المحتمل أنه نقل فيه عن ابن زبالة نصوصاً كثيرة (3).
أما المؤرخ عمر بن شبة المتوفى سنة 262هـ، فنجده قد تأثر بمنهجية ابن زبالة، في بعض أجزاء كتابه (تاريخ المدينة)، مثل آداب المسجد (4)، والمساجد والمواضع التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم والمساجد التي يقال إنه صلى فيها، ويقال إنه لم يصل فيها (5)، وما ذكر في مقبرة البقيع، ومقبرة بني سلمة والدعاء هناك وتعيين قبور بعض من دفن بالبقيع من الصحابة وأهل البيت (6) وما جاء في أسماء المدينة (7)، وذكر آبارها وأوديتها
__________
(1) حمد الجاسر: مرجع سابق، ص 1059.
(2) الزبير بن بكار: الأخبار الموفقيات، ص118، 131، 132، 139، 172، 178، 197، 285، 286، 312، 331، 402، 422.
(3) حمد الجاسر: مرجع سابق، ص 1059.
(4) ابن شبة: تاريخ المدينة، 1/ 18 - 39. وانظر نفس الموضوع لابن زبالة في المراغي: تحقيق النصرة، ص 86 - 89.
(5) ابن شبة: 1/ 40 - 79. وانظر نفس الموضوع لابن زبالة في السمهودي: 3/ 800 - 888.
(6) ابن شبة: 1/ 86 - 133. وانظر نفس الموضوع لابن زبالة في السمهودي: 3/ 889 - 941.
(7) ابن شبة: 1/ 162 - 165. وانظر نفس الموضوع لابن زبالة في السمهودي: 1/ 10 - 20.

الصفحة 265