كتاب أخبار المدينة

وعيونها وصدقات النبي صلى الله عليه وسلم (1) حتى يكاد يكون ما تضمنه الجزء الأول من كتاب ابن شبة مشابهاً لما جمع من نصوص ابن زبالة.
ولكن لم ينقل لنا ابن شبة أي رواية عن ابن زبالة، وهذا لا يمنع احتمال إطلاع ابن شبة على كتاب ابن زبالة والاستفادة من منهجه في ترتيب مادة كتابه، وكذا في عرضه لمعالم دار الهجرة وخططها.
وابن زبالة من أبرز المؤرخين الذين أخذ عنهم الشيخ يحيى بن الحسن العلوي المتوفى سنة 277هـ، واستسقى منه مواد كتابه (أخبار المدينة) حيث كان يروى عنه بدون تعقيب، وقد أشار السمهودي إلى مثل هذه الاقتباسات في ستة وأربعين موضعاً في الجزء الأول (2)، حتى أنه يقول ((إن ابن زبالة وإن كان ضعيفاً ولكنه اعتضد بموافقة يحيى له وروايته لكلامه من غير تعقيب)) (3).
أما الإمام إبراهيم الحربي المتوفى سنة 285هـ، فقد تأثر بمنهجية محمد بن الحسن في ترتيب مادة كتابه (المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة) في الجزء الخاص بالمدينة النبوية الكريمة وعرضه لخططها، ومساجدها، وحدودها، وعيونها وآبارها وأوديتها، وذرع المسجد والزيادات التي حدثت له، والحجرة والمقام. حتى يكاد يكون ما تضمنه كتاب المناسك عن المدينة تلخيصاً لما نقل عن ابن زبالة من نصوص وأخبار. بالإضافة إلى أن الحربي نقل عن ابن زبالة ثمانية عشر نصاً (4).
أما الإمام الحافظ محمد بن محمود بن النجار المتوفى سنة 643هـ فإنه في كتابه (أخبار مدينة الرسول) المعروف بالدرة الثمينة ينقل اثنين وثلاثين نصاً حرفياً كاملاً
__________
(1) ابن شبة: 1/ 146 - 146، 165 - 225.
(2) صالح العلي: مجلة المجمع العلمي، ص 129.
(3) السمهودي: 1/ 352.
(4) الحربي: المناسك، ص 360، 361، 365، 368، 369، 379، 382، 384، 385، 396، 403، 405، 406، 425، 451، 655، 656.

الصفحة 266