كتاب أخبار المدينة

المدينة وأثر مسجدها، حتى أننا نجد معظم موضوعات كتاب المراغي مشابهاً لما نقله ابن زبالة من روايات (1)، بالإضافة إلى أن المراغي نقل أكثر من ثلاثة وتسعين نصاً عن ابن زبالة في مختلف موضوعات كتابه (2).
أما نور الدين السمهودي المتوفى سنة 911هـ، والذي يعد أكثر مؤرخي المدينة شهرة في القرن العاشر الهجري فقد كان أكثر المؤرخين الذين تأثروا بمنهجية ابن زبالة، إذ اعتمد السمهودي على كتاب ابن زبالة كمصدر أساسي ومورد مهم من موارد كتابه (وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى)، إذ انتهج بكل الوضوح والجلاء منهج ابن زبالة، واقتبس منه أكثر من ستمائة وأربعة وثلاثين نصاً، وفند رواياته ورجحها في بعض الأحيان بسبب معاصرة ابن زبالة للأحداث وأنه عمدة في التاريخ للمدينة، كما صرح السمهودي في كتابه بذلك (3). ولايكاد يخلو موضوع من موضوعات كتاب السمهودي من نص لابن زبالة.
كما انتهج أسلوبه في عرض مادته، وتبويب أكثر محتويات مصنفه، إذ كانت تحت يد السمهودي نسخة من كتاب ابن زبالة ينقل منها وقد صرح هو بنفسه بذلك أكثر من مرة (4).
ومن مؤرخي المدينة في القرن العاشر الهجري أحمد بن عبد الحميد العباسي وقد جاء بعد السمهودي، وألف كتابه (عمدة الأخبار في مدينة المختار)، ونقل فيه عن ابن زبالة تسعاً وستين نصاً كاملاً في مختلف موضوعات كتابه، كما يلاحظ الدارس
__________
(1) انظر محتويات كتاب المراغي: ص 265 - 271.
وانظر نصوص ابن زبالة في كتاب السمهودي: جميع الأجزاء.
(2) المراغي: ص 221.
(3) السمهودي: 1/ 352 وانظر هدى سنوسي: ص127.
(4) السمهودي: 1/ 158، 2/ 552.

الصفحة 268