كتاب أخبار المدينة

فيها إذا جاءوا للزيارة، وقد أدى ذلك إلى اتساع المساحة العمرانية في المدينة وظهرت القصور والدور الكبيرة وكان لكل قصر من هذه القصور حديقة أو بستان كبير فيه أنواع مختلفة من النخيل والخضراوات (1).
أما بالنسبة للمسجد النبوي الشريف فقد شهد توسعة وزيادة في الجهة الشمالية بأمر من الخليفة المهدي العباسي وكان ذلك في سنوات: 161 - 165هـ (2) وقيل إن الزيادة كانت مائة ذراع.
وقال بعض المؤرخين (3) إنه بهذه الزيادة صار طول المسجد النبوي ثلاثمائة ذراع وعرضه مائة وثمانون ذراعا، وقد أدخل فيه دار مليكة وكانت لعبد الرحمن بن عوف، ودار شرحبيل بن حسنة ودار عبد الله بن مسعود، ودار المسور بن مخرمة، وعمّره وزخرفه المهدي بالفسيفساء وأعمدة الحديد في سواريه كما فعل الوليد … وتقدر زيادة المهدي في المسجد بـ 2450 مترا مربعا حسب تقدير مكتب توسعة الحرم النبوي السعودية (4).
وخلاصة القول إن عصر ابن زبالة كان حافلاً بالأحداث السياسية وشهد اهتماما بالجوانب الاقتصادية والعمرانية، وكانت بيئته وهي المدينة في تلك الفترة تمر
__________
(1) عبد الباسط بدر: التاريخ الشامل للمدينة المنورة، المدينة المنورة، ط 1، 1414ه‍ - 1993م، ص456 - 460.
(2) السمهودي: مصدر سابق، 2/ 536.
(3) ومن هؤلاء المؤرخين:
1 - محمد بن محمود بن النجار: أخبار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم المعروف بالدرة الثمينة)، تحقق: صالح محمد جمال، مكتبة الثقافة، مكة المكرمة، ط 3، 1401ه‍ - 1981م، ص103.
2 - عبد الله بن محمد المرجاني: بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة النبي المختار، تحقيق ونشر مكتبة الباز، مكة المكرمة، ط 1، 1418ه‍-1998 م، ج‍ 2، ص 218
3 - أبو بكر بن الحسين المراغي: تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة، تحقيق: محمد عبد الجواد الأصمعي، المكتبة العلمية، المدينة المنورة، ط2،1401ه‍ - 1981 م، ص54.
(4) عبد الباسط بدر: التاريخ الشامل للمدينة، مرجع سابق، 2/ 67.

الصفحة 32