كتاب أخبار المدينة

سنة، فقال: جالست معمر بن راشد سبع سنين. وقدم الشام بتجارة فحج، وسمع من ابن جريج، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وثور بن يزيد، والأوزاعي، وكتب شيئاً كثيراً، وصنف الجامع الكبير، وهو خزانة علم، ورحل الناس إليه: أحمد وإسحاق، ويحيى، والذهلي، والرمادي. قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد بن حنبل: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر؟ قال نعم. قيل له: فمن أثبت في ابن جريج، عبد الرزاق أو البرساني؟ قال: عبد الرزاق. وقال لي: أتينا عبد الرزاق قبل المائتين، وهو صحيح البصر. ومن سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف السماع (1).
41 - عبد العزيز بن أبي حازم المدني. أحد الثقات لينه ابن سيد الناس اليعمري، خطيب تونس، وذكره قبله العقيلي في كتابه فقال: حدثني الخضر بن داود، حدثنا أحمد بن محمد، سمعت أبا عبد الله يسأل عن عبد العزيز ابن أبي حازم، فقال: أما روايته فيرون أنه سمع من أبيه. وأما هذه الكتب التي عن غير أبيه فيقولون: إن كتب سليمان بن بلال صارت إليه. قلت له: وكان يدلسها؟ قال: ما أدري. وقال الفلاس: ما رأيت ابن مهدي حدث عن ابن حازم بحديث. وقال أحمد: لم يكن يعرف بطلب الحديث، ولم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه منه. وقال ابن معين: صدوق. وقال أبو حاتم هو أفقه من الدراوردي. وقال ابن سعد: ولد سنة سبع ومائة، وتوفي ساجدًا في سنة أربع وثمانين ومائة (2).
42 - عبد العزيز بن محمد ابن عبيد بن أبي عبيد: الإمام أبو محمد الجهني مولاهم، المدني، ويعرف بالدراوردي، لكونه (كما قال أحمد بن صالح) كان من
__________
(1) الذهبي: المصدر السابق، 2/ 609.
(2) المزي: تهذيب الكمال، 18/ 120، والذهبي: ميزان الاعتدال، 2/ 626.

الصفحة 48