كتاب أخبار المدينة

الشخصية فيما يتعلق بوصف معالم المدينة، كما كان لا يهمل ذكر الشيوخ الذين نقل عنهم وجلهم من أهل المدينة، وعلى الرغم مما قيل عن ابن زبالة من جرح فإننا نجد السمهودي يحاول أن يدافع عنه ويبعث الثقة في كتابه حين قال ((وابن زبالة وإن كان ضعيفاً لكن اعتمد بموافقة يحيى له وروايته لكلامه من غير تعقيب)) (1).
أما عن أسلوبه فهو دقيق مركز خال من اللغو أو الزخارف اللفظية، وكتابته بسيطة واضحة مفهومة (2).
2 - كتاب مثالب الأنساب:
وإلى جانب اهتمام ابن زبالة بأخبار المدينة وتأليفه فيها؛ فقد وضع (كتاب مثالب الأنساب) ويبدو أنه عرَّض فيه ببعض أهل المدينة فجفوه كما ذكره ابن حجر في كتابه تهذيب التهذيب عن الساجي (3).
3 - كتاب أزواج النبي:
أما كتابه الآخر فهو كتاب (أزواج النبي) (، الذي روى الزبير بن بكار منتخباً منه، ولعل هذا الكتاب المنتخب هو الأثر الوحيد الباقي من مؤلفات محمد بن الحسن بن زبالة. والذي يوضح أسلوبه إلى حد ما في التصنيف ويقدم نماذج كثيرة من مروياته التي يرويها عنه تلميذه الزبير بن بكار (4)، وفي توثيق نسبة الكتاب لابن زبالة يقول العمري: ((كتب على الورقة الأولى من النسخة الخطية ما نصه: (منتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن الزبير بن بكار) فلم يصل إلينا كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كاملا بل منتخب منه فقط. ولا نعرف من الذي انتخبه؟ ولم تسم المصادر للزبير بن بكار،
__________
(1) السمهودي: مصدر سابق، 1/ 352.
(2) صالح العلي: مرجع سابق، ص 128 - 129.
(3) ابن حجر: تهذيب التهذيب، 9/ 117.
(4) ابن زبالة منتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، تحقيق أكرم العمري، ص 15.

الصفحة 63