كتاب أخبار المدينة

8 - وفاته:
ورد نص في كتاب بهجة النفوس والأسرار للمرجاني يفيد بأن ابن زبالة كان حيًا سنة مائة وتسع وتسعين للهجرة، يقول المرجاني: ((وأما السقايات فقال محمد بن الحسن بن زبالة: كان في صحن المسجد تسع عشرة سقاية، إلى أن كتبنا في كتابنا هذا في صفر سنة تسع وتسعين ومائة)) (1)، كما يشير السمهودي أن ابن زبالة قد وضع كتابه أخبار المدينة سنة تسع وتسعين ومائة (2). وهذا يدل على أمرين:
1 - أنه كان حيا حتى صفر سنة 199هـ.
2 - يبين تاريخ تأليف ابن زبالة لكتابه أخبار المدينة.
كما ذكر ابن حجر أنه توفي قبل سنة مائتين للهجرة (3). ومن هنا نستطيع القول أنه لا يوجد لدينا تاريخ محدد لسنة وفاة ابن زبالة الذي لم يف بحقه أحد ممن أخذ عنه أو روى له ولو بذكر مكان أو تاريخ مولده ووفاته.
وقد استنتج أحد المهتمين بمؤرخي المدينة وتاريخها في مقال له (4) سنة مولد ووفاة ابن زبالة، وحين نلقي الضوء على هذا المقال نجده خطوة حميدة في هذا الموضوع، غير أن التعجل جعله يبتعد عن الدقة والاستشهاد بأدلة لا تفيد الموضوع، ومثال ذلك عندما ذكر تاريخ ولادة ووفاة بعض ممن روى عنهم ابن زبالة وكلهم توفوا قبل سنة 199هـ، فكيف نستنتج من هذا تاريخ ولادة ووفاة ابن زبالة، ثم يقول صاحب المقال ((لأن ابن زبالة روى عن أنس بن عياض الذي توفي سنة 200هـ، فتكون وفاة ابن زبالة بعد وفاة أنس بن عياض بسنوات قليلة)) وهذا استنتاج خاطئ؛ لأنه ليس
__________
(1) المرجاني: بهجة النفوس، 1/ 220.
(2) السمهودي: مصدر سابق، 1/ 352.
(3) ابن حجر: تقريب التهذيب، ج2، ص145.
(4) أحمد مرشد: جريدة المدينة، ملحق التراث.

الصفحة 67