كتاب أخبار المدينة

الفصل الثاني جمع نصوص ابن زبالة المتعلقة بالمسجد النبوي الشريف وغيره من المساجد
لعله من المناسب تقديم هذا المبحث المتعلق بالمسجد النبوي الشريف وغيره من المساجد، لأفضليته على باقي النصوص المتعلقة بالمدينة.
ويتبين من دراسة النصوص التاريخية لابن زبالة والمتعلقة بالمسجد النبوي الشريف ومساجد المدينة وما حولها إنه قد تناول في كتابه موضوع هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأخذه لموضع مسجده الشريف وكيفية بناءه، وذرعه وما يتعلق به من أمور كتحويل القبلة ومقام النبي - صلى الله عليه وسلم -، والجذع والمنبر، والحجرة الشريفة والأساطين والاقناء والأبواب.
كما أشار ابن زبالة في كتابه إلى توسعة المسجد النبوي الشريف والزيادة فيه وما كان حوله من دور ومنازل وما ينبغي على المسلم التأدب به في المسجد، ثم قدم ابن زبالة بحثاً طويلاً في كتابه عن مساجد المدينة وما حولها.
1 - هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وبناء مسجده بها:
العقبة الصغرى:
قال ابن زبالة: أنه (كان يعرض نفسه على القبائل فيأبونه، حتى سمع بنفر من الأوس قدموا في المنافرة التي كانت بينهم، فأتاهم في رحالهم، فقالوا: من أنت؟ فانتسب لهم، وأخبرهم خبره، وقرأ عليهم القرآن، وذكر أنهم أخواله، وسألهم أن يؤووه ويمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه، فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا: والله هذا صادق، وأنه للنَّبِيُّ الذي يذكر أهل الكتاب ويستفتحون به عليكم، فاغتنموا وآمنوا به،

الصفحة 69