كتاب أخبار المدينة

فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف بقباء على كلثوم بن الهدم، قيل: وكان يومئذ مشركاً (1).
ونقل ابن زبالة عن ابن شهاب أن هجرته صلى الله عليه وسلم كانت في النصف من ربيع الأول (2).
وروى ابن زبالة عن قوم من بني عمرو بن عوف أنه أقام فيهم صلى الله عليه وسلم اثنين وعشرين يوماً (3).
وأقام علي - رضي الله عنه - ثلاثة أيام بمكة بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم منها حتى أدى للناس ودائعهم ثم لحقهم فأدركهم بقباء فنزل معه على كلثوم بن الهدم أحد بني زيد وهو يومئذ مشرك، رواه ابن زبالة (4).
وروى ابن زبالة وغيره أنه كان لكلثوم بن الهدم بقباء مربد، والمربد: الموضع الذي يبسط فيه التمر لييبس، فأخذه منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسسه وبناه مسجداً (5).
__________
(1) المراغي: تحقيق النصرة، ص 33. والسمهودي: المصدر السابق، 1/ 244. (انظر القصة في صحيح البخاري، 3/ 1421).
(2) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 247، نقلاً عن ابن زبالة؛ وذكر خليفة بن خياط أنه قدم (المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول (خليفة بن خياط: مصدر سابق، ص 55).
(3) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 248. وانظر هذا الخبر في سيرة ابن هشام 1/ 446.
(4) المراغي: مصدر سابق، ص 34.
(5) السمهودي: مصدر السابق، 1/ 250. وكلثوم بن الهدم هو كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وكان شيخاً كبيراً، مات بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بيسير، وهو أول من مات من الأنصار بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم مات بعده أسعد بن زراره بأيام. وكان كلثوم يكنى أبا قيس. (السيرة النبوية لابن هشام، 1/ 445). أما السبب في اختلاف الروايات في موضع نزول النبي صلى الله عليه وسلم في قباء: أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من منزل كلثوم بن الهدم جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة وذلك أنه كان عزباً لا أهل له، وكان منزل الأعزاب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين، فمن هناك يقال: نزل على سعد بن خيثمة. انظر سيرة ابن هشام، 1/ 493.

الصفحة 71