كتاب أخبار المدينة

وفي رواية لابن زبالة أنه أقام (بقباء في بني عمرو بن عوف يوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس، وأسس مسجده (1) ثم خرج من قباء يوم الجمعة حين ارتفع النهار فادركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في بطن وادي رانونا في قيل، واسم المسجد النبيث (2)، والوادي صلب (3).
قدومه صلى الله عليه وسلم باطن المدينة، وسكناه بدار أبي أيوب الأنصاري:
روى ابن زبالة أنه لما بركت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بباب أبي أيوب الأنصاري جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن ينزل فتحلحلت (4)، فيطيف حولها أبو أيوب فيجد جبار بن صخر أخا بني سلمة ينخسها برجله، فقال أبو أيوب: ياجبار عن منزلي تنخسها؟! أما والذي بعثه بالحق لو لا الإسلام لضربتك بالسيف، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل أبي أيوب، وقر قراره، واطمأنت داره، ونزل معه زيد بن حارثة (5).
وفي رواية لابن زبالة: اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه، فنزل منزله وتخيره، وأراد أن يتوسط الأنصار كلها (6).
بناؤه صلى الله عليه وسلم لمسجده الأعظم:
تقدم أن ناقته (بركت عند باب المسجد وكان مربداً، قال ابن زبالة: وقال بعضهم: كان لغلامين يتيمين لأبي أيوب الأنصاري هما سهل وسهيل ابنا عمرو،
__________
(1) يمكن أن النبي صلى الله عليه وسلم أسسه عند قدومه، ثم بناه بعد ذلك، عندما حولت القبلة. انظر: عمارة المسجد النبوي في العصر المملوكي، رسالة ماجستير لمحمد الشهري، ص 15.
(2) وفي رواية (العبيب) (المراغي: مصدر سابق، ص 38).
(3) المراغي: المصدر السابق، ص 38، نقلاً عن ابن زبالة، وخليفة بن خياط: مصدر سابق، ص 55.
(4) تحلحلت: تحركت. (السمهودي: مصدر سابق، 1/ 259).
(5) المراغي: مصدر سابق، ص 39. والسمهودي: المصدر السابق، 1/ 260.
(6) جمال الدين أبو عبد الله المطري: التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة، تحقيق محمد بن عبد المحسن الخيال، الناشر أسعد درابزوني، 1372هـ، ص 43؛ السمهودي: مصدر السابق، 1/ 262.

الصفحة 72