كتاب أخبار المدينة

فطلب المربد من أبي أيوب، فقال أبو أيوب: يا رسول الله المربد ليتيمين، وأنا أرضيهما، فأرضاهما، فأعطاه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتخذه مسجداً (1).
كما روى ابن زبالة عن أبي فديك قال: سمعت بعض أهل العلم يقولون: إن أسعد توفي قبل أن يُبنى المسجد، فابتاعه النبي صلى الله عليه وسلم من ولي سهل وسهيل (2).
وروى ابن زبالة في خبر: كان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لسهل وسهيل ابني أبي عمرو من بني غنم، فأعطياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبناه مسجداً (3). وفي بناء المسجد، أسند ابن زبالة
__________
(1) المطري: التعريف بدار الهجرة، ص42 - 43؛ والسمهودي: مصدر سابق، 1/ 323، نقلاً عن ابن زبالة، والخبر في سيرة ابن هشام ((فلما بركت ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليها لم ينزل وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها لايثنيها به، ثم التفتت إلى خلفها، فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه، ثم تحلحلت ووضعت جرانها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله فوضعه في بيته ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأل عن المربد لمن هو، فقال له معاذ بن عفراء: هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابني عمرو، وهما يتيمان لي، وسأرضيهما منه، فاتخذه مسجداً وسهل وسهيل هما ابنا رافع بن عمرو بن أبي عمرو بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك، بن النجار، وقد شهد سهيل بدراً والمشاهد كلها، ومات في خلافة عمر ولم يشهد سهلٌ بدراً وشهد غيرها ومات قبل أخيه. (انظر السيرة النبوية لابن هشام، 1/ 448).
(2) المراغي: مصدر سابق، ص 41. والسمهودي: المصدر السابق، 323، وأبو فديك هو محمد بن اسماعيل بن مسلم بن أبي فديك دينار، أبو اسماعيل الديلي مولاهم، المدني الحافظ، كان ثقة، وصاحب حديث، خرج له الستة وذكر في التهذيب، وممن صرح بتوثيقه ابن معين مات سنة مائتبين. (السخاوي: التحفة اللطيفة، 2/ 450). أما ولي سهل وسهيل فقد اختلف فيه فجاءت بعض الروايات أن وليهما هو أبو أيوب وفي بعضها أنه معاذ بن عفراء وفي البعض الآخر أنه أسعد بن زرارة وهو المرجح وبه جزم ابن النجار وأيده السمهودي في كتابه وفاء الوفا (1/ 323)، وقد جمع السمهودي بين الروايات عمن كان يلي أمرهما، وبين دفع الرسول صلى الله عليه وسلم لثمن المربد من مال أبي بكر لقوله فيجمع بأنهما كانا في حجر كل من المذكورين، وأنهما بذلاه مجاناً، فامتنع (وأخذه بثمنه. ثم إن كلا من المذكورين لرغبته في الخبر بذل لهما شيئاً عنه فنسب ذلك إليه. (انظر رسالة محمد الشهري: عمارة المسجد النبوي في العصر المملوكي، ص19).
(3) السمهودي: مصدر سابق، 1/ 323.

الصفحة 73