كتاب أخبار المدينة

وأسند ابن زبالة ويحيى عن مجاهد قال: رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يحملون الحجارة على عمار، وهو يبني المسجد، فقال: (ما لهم ولعمار؟ يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، وذلك فعل الأشقياء الأشرار) (1).
وأسند ابن زبالة عن حسن بن محمد الثقفي قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني في أساس مسجد المدينة ومعه أبو بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم -، فمر به رجل فقال: يا رسول الله ما معك إلا هؤلاء الرهط؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هؤلاء ولاة الأمر من بعدي (2).
وفي كتاب يحيى من طريق ابن زبالة عن الزهري قال: كان رجل من أهل اليمامة يقال له طلق من بني حنيفة يقول: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبني مسجده، والمسلمون يعملون فيه معه، وكنت صاحب علاج وخلط طين، فأخذت المسحاة أخلط الطين والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلي ويقول: إن هذا الحنفي لصاحب طين (3).
وأسند ابن زبالة ويحيى من طريقه في أثناء كلامه عن ابن شهاب في قصة أخذ المربد، قال: فبناه مسجداً، وضرب لبنه من بقيع الخبخبة ناحية بئر أبي أيوب بالمناصع، والخبخبة: شجرة كانت تنبت هناك (4).
__________
(1) أخرجه ابن زبالة ويحيى كما في وفاء الوفا 1/ 331 وإسناده معضل المغانم 1/ 415 ورواه البخاري من طريق عكرمة بلفظ ((ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمار يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار)) كتاب الجهاد والسير، باب مسح الغبار عن الناس في السبيل رقم: 2812.
(2) أخرجه بهذا اللفظ ابن زبالة كما في وفاء الوفا 1/ 332 وروي من طريق آخر من حديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد جاء أبوبكر - رضي الله عنه - بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم جاء عثمان بحجر فوضعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء ولاة الأمر من بعدي)) أخرجه الحاكم 3/ 41 وقال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 355 المغانم المطابة 1/ 414.
(3) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 333، 334.
(4) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 334. وقد اختلف مع المراغي في اسمها فوردت عند المراغي باسم الخبجبة، كما سيأتي، والمناصع: موضع خارج المدينة (لسان العرب لابن منظور 8/ 356).

الصفحة 76