كتاب أخبار المدينة

وأسند ابن زبالة من طريق ابن جريج عن جعفر بن عمرو (1) قال: كان المربد لسهل وسهيل ابني عمرو فأعطياه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبناه، وأعان أصحابه أو بعضهم بنفسه في عمله، وكان علي بن أبي طالب يرتجز وهو يعمل فيه، قال: وبناه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين: بناه حين قدم أقل من مائة في مائة، فلما فتح الله عليه خيبر بناه وزاد عليه مثله في الدور (2) ونقل ابن زبالة أنه ترك ما يلي الشام من المسجد لم يزد فيه والله أعلم (3).
وأسند ابن زبالة عن خالد بن معدان قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن رواحة وأبي الدرداء ومعهما قصبة يذرعان بها المسجد، فقال: ما تصنعان؟ فقالا: أردنا أن نبني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنيان الشام فيقسم ذلك على الأنصار، فقال: هاتياها، فأخذ القصبة منهما ثم مشى بها حتى أتى الباب، فدحا بها (4)، وقال: كلا، ثمام وخشيبات وظلة كظلة موسى، والأمر أقرب من ذلك، قيل: وما ظلة موسى؟ قال: إذا قام أصاب رأسه السقف (5).
__________
= الثالثة: بقي المسجد في هذه المرحلة كما هو في المرحلة السابقة أي أقل من مائة ذراع إلا أنه سقف بالعوارض التي ترتكز على الأعمدة من جذوع النخل وفوقها الخصف والإذخر، ثم استخدم الطين في تغشيتها فيما بعد. وقد أوجب استخدام السقف في هذه المرحلة عن رفع البناء (محمد الشهري: عمارة المسجد النبوي، ص33).
(1) هو جعفر بن عمرو بن أمية الضمري المدني، قال العجلي: مدني تابعي ثقة من كبار التابعين مات في خلافة الوليد. وقيل سنة خمس أو ست. (انظر: أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري: أبو سليمان حمد الخطابي (319 - 388هـ)، تحقيق محمد بن سعد بن عبدالرحمن آل سعود، ط1، 1409هـ-1988م، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1/ 265).
(2) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 338.
(3) المراغي: مصدر سابق، ص 44.
(4) فدحا بها: رمى بها وألقاها. (السمهودي: مصدر سابق، 1/ 339).
(5) رواه ابن زبالة من حديث خالد معدان كما في وفاء الوفا 1/ 339 وسنده منقطع: خالد بن معدان هو الكلاعي الحمصي أبو عبد الله، مات سنة ثلاث ومئة، ثقة عابد يرسل كثيراً تقريب ص190 برقم 1678 وأخرجه الجندي في فضائل المدينة 35 - 36 من حديث راشد بن سعد يرفعه، وسنده معضل: راشد بن سعد هو المقرئي الحمصي، مات سنة ثمان ومئة، وقيل ثلاث عشرة، ثقة كثير الإرسال تقريب ص204 برقم 1854 المغانم المطابة 1/ 409.

الصفحة 78