كتاب أخبار المدينة

قال ابن زبالة عقب ذلك: وقال جمهور الناس من أهل العلم وغيرهم: هو إلى الفرصتين اللتين في الأسطوانتين اللتين دون المربعتين الغربية والتي في القبر (1).
وأن عائشة رضي الله عنها كانت ترجل رأسه وهو معتكف في المسجد وهي في بيتها، وكان مالك بن أنس يقول: الجدار من المشرق في حد القناديل التي بين الأساطين التي في صفها أسطوان التوبة وبين الأساطين التي تلي القبر، وأرفة (2) عمر بن عبد العزيز من ورائها في الأسطوانة التي تلي القبر (3).
وروى ابن زبالة ويحيى في بيان معتكفه (: إنه كان له صلى الله عليه وسلم سرير من جريد فيه سعفة يوضع بين الأسطوان التي وجاه القبر (4) وبين القناديل، كان يضطجع عليه صلى الله عليه وسلم (5).
ثم قال: واحتجوا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في المسجد في موضع مجلس بني عبد الرحمن بن الحارث،
وأسند ابن زبالة ايضاً عن غير واحد من أهل العلم أن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ثلاث أساطين عن يمين المنبر وأنت مستقبل القبلة في موضع معتكف حسن بن زيد الذي كان يعتكف فيه، ومن الشق الآخر إلى أسطوان التوبة، وكان ذرعه من المشرق إلى المغرب ثلاثة وستين ذراعاً (6).
ثم قال ابن زبالة: قالوا: وعلامة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم - أي الذي بناه عند مقدمه من مكة - وذكر علامات كانت في السقف المحترق والفسيفساء التي زالت فلا تعرف اليوم،
__________
(1) انظر رأي المراغي في هذا الموضوع ص 55؛ والسمهودي: المصدر السابق، 1/ 349، نقلاً عن ابن زبالة.
(2) الأرفة - بالضم - هي الحد بين الأرضيين. وفصل مابين الدور والضياع. (ابن منظور: لسان العرب، 1/ 121).
(3) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 350.
(4) وجاه القبر: المواجهة له، وهي اللاصقة بشباك الدائر على الحجرة اليوم في صف أسطوان التوبة. وقيل: أنها أسطوان التوبة. (السمهودي: المصدر السابق، 1/ 351).
(5) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 351.
(6) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 351.

الصفحة 81