كتاب أخبار المدينة

ثم قال: وعلامة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بني عند مقدمه من خيبر قالوا: ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد من القبلة في تلك البنية على حده الأول، وزاد فيه من ناحية المشرق إلى الأسطوان التي دون المربعة التي عند القبر وعلامة تلك الأسطوان أن لها نجافاً (1) طالعاً في الرحبة من بين الأساطين ومن المغرب إلى الأسطوان التي تلي المربعة التي لها نجاف أيضاً من بين الأساطين وظهر ذلك أي حد المسجد بحجارة، منها أرفة عند الأسطوان التي بين أسطوان التوبة وبين القبر في صف الأسطوان التي لها نجاف، ومن المغرب مثل ذلك بأرفة حجارة في الأرض مبنية، وترك مما يلي الشام لم يزد فيه (2) وذكر ابن زبالة أيضاً في موضع آخر ذرع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان في زمنه، يعني ما استقر عليه في آخر الأمر، ثم قال: وحده من شرقي المنبر أربع أساطين، ومن غربيه أربع أساطين (3).
وذكر الشيخ محب الدين بن النجار أن طول مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم اليوم بعد الزيادات كلها مئتا ذراع وأربعة وخمسون ذراعاً، وعرضه من مقدمه من المشرق إلى
__________
(1) أصل النجاف - بزنة الكتاب - عتبة الباب، فالمراد هنا أن لهذا الأسطوان دكاً في الأرض تعتمد عليه وتعرف به. (السمهودي: المصدر السابق، 1/ 352).
(2) انظر المراغي: تحقيق النصرة، ص 55 - 56؛ والسمهودي: المصدر السابق، 1/ 351 - 352، نقلاً عن ابن زبالة، وقد اختلف في موضع هذه الزيادة، فابن زبالة يقول: إنه زاد (في المسجد من ناحية المشرق إلى الأسطوان التي دون المربعة التي عند القبر، ومن المغرب إلى الأسطوان التي تلي المربعة التي لها نجاف وترك مما يلي الشام ومما يلي القبلة لم يزد فيهما.
بيد أن السمهودي فيما ينقله عن المحاسبي يفيد بأن ((منتهى طوله من قبلته إلى مؤخرة حذاء تمام الرابع من طيقان المسجد اليوم، أي في زمنه ومازاد على ذلك فهو خارج عن المسجد الأول، قال: وقد روي عن مالك أنه قال: مؤخر المسجد بحذاء عضادة الباب الثاني من الباب الذي يقال له باب عثمان وهو أربع طيقان ثم يذكر السمهودي أن هذا ((مؤيد للرواية المتقدمة في الذرع وهي رواية مائة ذراع في مائة ذراع)). (الشهري: مرجع سابق، ص50).
(3) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 352. انظر شرح السمهودي حول هذا الموضوع في وفاء الوفا، 1/ 340 - 339.

الصفحة 82