كتاب أخبار المدينة

المغرب مئة ذراع وسبعون ذراعاً، وعرضه من مؤخره مئة وخمسة وثلاثون ذراعاً. وذكر محمد بن الحسن ما يقارب هذا أو مثله لاختلاف الأذرعة، وكل ذلك بذراع اليد المتوسطة بين الطول والقصر (1).
3 - مقام النبي صلى الله عليه وسلم وتحويل القبلة:
المقام الذي كان يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة (2):
قال ابن زبالة: حدثني إبراهيم بن محمد من غير واحد منهم خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك قال: إذا عدلت عنها (3) - أي عن الأسطوانة التى إلى جانبها الصندوق - قليلاً وجعلت الجزعة التى في المقام بين عينيك والرمانة التى في المنبر إلى شحمة أذنك قمت في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن الرمانة المذكورة كانت في أعلى عمود المنبر النبوي (4).
__________
(1) ابن النجار: مصدر سابق، 90؛ وعبد القادر بن محمد الأنصاري الحنبلي: الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة، إعداد حمد الجاسر، دار اليمامة، الرياض، (د. ت)، 3/ 1615، وخلاصة القول فإن هذا الاختلاف الذي ورد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الزيادات التي زادها فيه (ناتج عن عدم توفر نصوص قريبة عهد بتلك الفترة سوى مانقله ابن زبالة ويحيى، وقد بحثت في كتاب ابن شبة لأنه إمام ثقة ويوضح الأمور بشكل جيد ولأنه كان قريب عهد بابن زبالة ويحيى فلم أجد في كتابه ذكراً لذرع مسجد الرسول وما استقر عليه في زمانه (. وابن زبالة ويحيى كما يقول عنهما السمهودي الذي اعتمد على رواية ابن زبالة في ذلك التحديد ((وابن زبالة ويحيى عمدة في ذلك، فإنهما أقدم من أرخ للمدينة)) كما يقول السمهودي إن ابن النجار ومن بعده من المؤرخين لم يعترضوا لهذا، لكن ابن النجار اعتذر في أول كتابه بأنه مجاور بالمدينة، ولم تكن كتبه حاضرة عنده، وذكر مايقتضي أنه كتب ذلك مما علق بفكره، والمطرى جرى على منواله. (انظر السمهودي: 1/ 352).
(2) لم يكن للمسجد النبوي الشريف محراب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء بعده، وإن أول من أحدثه هو عمر بن عبد العزيز في عمارة الوليد. (السمهودي: مصدر سابق، 1/ 370).
(3) أي جعلتها عن يمينك. (السمهودي: المصدر السابق، 1/ 372).
(4) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 372.

الصفحة 83