كتاب أخبار المدينة

وقال ابن زبالة: إن ذرع ما بين المنبر ومقام النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلى فيه حتى توفي (أربعة عشر ذراعاً وشبراً (1).
وقد قال ابن زبالة: إن ذرع ما بين مصلى النبي صلى الله عليه وسلم من مسجده الأول وبين أسطوان التوبة سبع عشرة ذراعاً، وأسطوان التوبة في جهة المشرق (2).
وروى ابن زبالة عن عمرو بن مسلم (3) قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم حين أسن قد جعل له العود الذي في المقام وإذا قام في الصلاة توكأ عليه، قال: ثم ألصق إليه عود معه، وروى أيضاً هو ويحيى من طريقه عن مسلم بن خباب قال: لما قَدَّم عمر (القبلة فقد العود الذي كان مغروساً في الجدار، فطلبوه، فذكر لهم أنه في مسجد بني عمرو بن عوف أخذوه فجعلوه في مسجدهم، فأخذه عمر فرده إلى المحراب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة أمسكه بكفه يعتمد عليه، ثم يلتفت في شقه الأيمن فيقول: عدلوا صفوفكم، ثم يلتفت إلى الأيسر فيقول مثل ذلك، ثم يكبر للصلاة، وذلك العود من طرفاء الغابة (4).
تحويل القبلة:
روى ابن زبالة عن عثمان بن عبد الرحمن (5) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقف يصلى انتظر أمر الله في القبلة، وكان يفعل أشياء مما لم يؤمر بها ولم ينه عنها من فعل أهل الكتاب،
__________
(1) المراغي: مصدر سابق، ص 27. والسمهودي: المصدر السابق، 1/ 374.
(2) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 374.
(3) هو عمرو بن مسلم بن عمارة بن أكيمة الليثي الجندعي المدني، وقيل عمر بن مسلم وهو ابن أكيمه الأصغر. قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ثقة وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، عن يحيى بن معين لا بأس، روى له الجماعة سوى البخاري. (المزي: تهذيب الكمال، 22/ 240).
(4) السمهودي: المصدر السابق، 1/ 382.
(5) هو عثمان بن عبد الرحمن ابن عثمان عبيد الله القرشي التيمي، أخو معاذ بن عبد الرحمن التيمي، قال أبو حاتم: ثقة، وذكره ابن حبان في كتاب ((الثقات))، روى له البخاري وأبو داود والترمذي. (المزي: 19/ 424).

الصفحة 84