كتاب أخبار المدينة

الموضع الذي دفن فيه الجذع:
نقل ابن زبالة اختلافاً في دفن خشبته، فعن عثمان بن محمد قال: دفنت دُوَينَ المنبر عن يساره، وقال بعضهم: دفنت شرقي المنبر إلى جنبه، وقال بعضهم: دفنت تحت المنبر، وتقدم في رواية أنه دفن في موضعه الذي كان فيه (1) ويقال إنه كان من الأساطين التى كانت في المسجد كما حكاه ابن زبالة (2).
ونقل ابن زبالة عن عمر بن عبد العزيز بن محمد أن الأسطوان الملطخ بالخلوق ثلثاها أو نحو ذلك محرابها موضع الجذع الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إليه، بينها وبين القبلة أسطوان، وبينها وبين المنبر أسطوان (3).
الاختلاف في صانع المنبر:
نقل ابن زبالة الاختلاف في الذي عمل المنبر، فقيل: غلام نصيبة المخزومي، وقيل: غلام للعباس، وقيل: غلام لسعيد بن العاص يقال له باقول (بموحدة وقاف مضموضة) وقيل: لامرأة من الأنصار من بني ساعدة، أو لامرأة لرجل منهم يقال له مينا، وقوله (يقال له مينا) يحتمل المولى وزوج المرأة، لكن عند يحيى قال إسماعيل بن عبد الله: الذي عمل المنبر غلام لامرأة من الأنصار من بني سلمة أو بني ساعدة أو امرأة لرجل منهم يقال له مينا، وهذا محتمل كالأول، وقيل: عمله تميم الداري، هذا حاصل ما ذكره ابن زبالة (4)
__________
(1) السمهودي: 2/ 294.
(2) المراغي: ص 61.
(3) السمهودي: 2/ 395 - 396.
(4) السمهودي: 2/ 395 - 396، ورغم تعدد الروايات حول موضوع صانع المنبر ومما هو أرجح أن الذي عمله هو تميم الداري وذلك لأسباب أهمها:
1 - ... أن باقوم أو باقول الذي ورد اسمه في إحدى الروايات فهو الذي استعانت به قريش في بناء الكعبة وهذا خير دليل على أنه حين تم بناء المنبر في السنة السابعة كان قد مات أو هرم بحيث لايستطيع أن يقوم ببناء المنبر. ... ... ... ... ... ... =

الصفحة 88