كتاب أخبار المدينة

مساحة المنبر:
قال ابن زبالة: وطول منبر النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ذراعان في السماء، وعرضه ذراع في ذراع، وتربيعه سواء وفيه مما كان يلي ظهره إذا قعد ثلاثة أعواد تدور، ذهبت إحداهن، وانتقلت إحداهن سنة ثمان وتسعين ومائة، وأمر به داود بن عيسى فأعيد، وفيما عمل مروان في حائط المنبر الخشب عشرة أعواد لا يتحركن، وطول منبر النبي صلى الله عليه وسلم مرتفع في السماء مع الخشب الذي عمله مروان - أي الأعواد المتقدمة - ثلاث أذرع ونصف.
وقال عقب كلامه الآتي في ذرع ما عليه المنبر اليوم، يعني زمنه، ما لفظه: وطول المجلس - أي مجلسه (- شبران وأربع أصابع في مثل ذلك. مربع، فقوله أولاً: (وعرضه ذراع في ذراع) إنما أراد به مقعد المنبر، لما قاله هنا في وصف المقعد بدون درجتيه، ولأنه قال هنا عقب ما تقدم: وما بين أسفل قوائم منبر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رمانته خمسة أشبار وشيء، وعرض درجه شبران، وطولها شبر، وطوله من ورائه - يعنى محل الاستناد - شبران وشيء، فيؤخذ من ذلك أن امتداد المنبر النبوي من أوله - وهو ما يلي القبلة - إلى ما يلي آخره في الشام أربعة أشبار وشيء، لقوله: إن عرض درجه شبران، وإن المجلس شبران وأربع أصابع، وقوله: (وما بين أسفل قوائم منبر النبي صلى الله عليه وسلم ... إلى آخره) معناه أن من طرف المنبر النبوي الذي يلي الأرض إلى طرف رمانته التي يضع عليها يده الكريمة خمسة أشبار وشيء، وذلك نحو ذراعين ونصف، وقد تقدم أن ارتفاع المنبر النبوي خاصة ذراعان، فيكون ارتفاع الرمانة نحو نصف ذراع (1).
وقال ابن زبالة في الكلام على فضل ما بين القبر والمنبر، بعد ذكر المرمر الذى حول المنبر، ما لفظه: وفي المنبر من أسفله إلى أعلاه سبع كوى (2) مستطيرة من جوانبه الثلاث،
__________
(1) السمهودي: 2/ 401 - 402.
(2) الكوة - بفتح الكاف أو ضمها وتشديد الواو - أصله الخرق في الحائط (ابن منظور: لسان العرب، 12/ 198)، والمراد به هنا الخرق مطلقاً، والجمع: كوى، وكواء، بضم الكاف في الجمعين. (السمهودي: 2/ 402).

الصفحة 90