كتاب أخبار المدينة

غربي المسجد شيء منها، وكان باب عائشة مواجه الشام، وكان بمصراع واحد من عرعر أوساج (1)) (2).
وأسند أيضاً عن هشام بن عروة قال: إن ابن الزبير ليعتد بمكرمتين ما يعتد أحد بمثلهما: أن عائشة أوصته ببيتها وحجرتها، وأنه اشترى حجرة سودة (3).
وروى أبو القاسم التاجر عن أبي على الحداد عن أبي نعيم الحافظ عن أبي الخواص قال: أخبرنا أبو يزيد المخزومي حدثنا الزبير بن بكار حدثنا محمد بن الحسن حدثني محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن جعفر بن محمد كان يقول: قبر فاطمة رضي الله عنها في بيتها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد قلت وبيتها اليوم حوله مقصورة وفيه محراب وهو خلف حجرة النبي صلى الله عليه وسلم (4).
ما حدث من عمارة حجرة عائشة رضي الله عنها:
روى ابن زبالة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما زلت أضع خماري (5) وأتفضل في ثيابي (6) حتى دفن عمر، فلم أزل متحفظة في ثيابي حتى بنيت بيني وبين القبور جداراً (7). وروى ابن زبالة ويحيى من طريقه عن غير واحد منهم إبراهيم بن
__________
(1) العرعر: شجر يقال له الساسم ويقال الشيزي، ويقال هو شجر يعمل به القطران، ويقال هو شجر عظيم جبلي تسمه الفرس السرو. وقال أبو حنيفة للعرعر ثمر أمثال النبق. (ابن منظور: 9/ 128)، والساج: شجر عظيم جداً، وخشبه أسود رزين لا تكاد الأرض تبليه، ونبته بلاد الهند. (السمهودي: 2/ 458).
(2) السمهودي: 2/ 460.
(3) السمهودي: 2/ 464.
(4) ابن النجار: ص 76.
(5) الخمار - كسر الخاء - غطاء الوجه، ومعنى وضعه أنها تتركه ولا تلبسه. (السمهودي 2/ 543).
(6) فضلاً وتفضلت: الفضلة الثياب التي تبتذل للنوم لأنها فضلت عن ثياب التصرف، والتفضل: التوشح (ابن منظور: لسان العرب، 10/ 281)؛ ويقول السمهودي في ذلك: فضلاً - بضم كل من الفاء والضاء - أي مقتصرة على ثياب المهنة. (السمهودي: 2/ 544).
(7) السمهودي: 2/ 544.

الصفحة 94