اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) (1) وقال (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد (2) ... الحديث) قالوا: والبناء الذي حول البيت بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين البناء الظاهر اليوم مما يلي المشرق ذراعان، ومما يلي المغرب ذراع، ومما يلي القبلة شبر، ومما يلي الشام فضاء كله، وفي الفضاء الذي يلي الشام مركن مكسور (3) ومكيل خشب، قال عبد العزيز بن محمد: يقال إن البنائين نسوه هناك (4).
فيما روي من الاختلاف في صفة القبور الشريفة بالحجرة المنيفة:
ذكر السمهودي في كتابه وفاء الوفا سبع روايات مختلفة في صفة القبور الشريفة، روى ابن زبالة خمسة منها (5) وهي:
ما رواه الزبير بن بكار عن ابن زبالة قال: حدثني اسحاق بن عيسى (6) عن عثمان بن نسطاس (7) قال: رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم لما هدم عمر بن عبد العزيز عنه البيت مرتفعاً نحواً من أربع أصابع عليه حصباء إلى الحمرة ما هي، ورأيت قبر أبي بكر وراء قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورأيت قبر عمر أسفل منه، وصوره لنا كما صوره له عثمان (8).
__________
(1) رواه من طريق أبي هريرة - رضي الله عنه - البخاري في كتاب الصلاة باب الصلاة في البيعة رقم (418)، ومسلم في كتاب المساجد باب النهي عن بناء المساجد على القبور رقم (428).
(2) رواه الإمام أحمد في المسند من طريق أبي هريرة - رضي الله عنه - في كتاب باقي مسند المكثرين باب مسند أبي هريرة رقم (7054) ورواه الإمام مالك في الموطأ من طريق عطاء بن يسار في كتاب النداء للصلاة باب جامع الصلاة رقم (376).
(3) المركن - بوزن منبر - الإجانة التى تغسل فيها الثياب. (السمهودي: 2/ 549).
(4) السمهودي: 2/ 549؛ والجاسر: رسائل في تاريخ المدينة، ص 118.
(5) انظر هذه الروايات مفصلة في: السمهودي: 2/ 550 - 559.
(6) هو اسحاق بن عيسى القشيري، أبو هاشم، ويقال أبو هشام البصري، وقيل البغدادي، ابن بنت داود ابن أبي هند، خازن مكة.
قال أبو حاتم: شيخ، وقال الحسن بن الصباح: من خيار الرجال، وقال الخطيب: نزل مكة، وجاور بها وكان ثقة، روى له أبو داود في ((المراسيل)) (المزي: تهذيب الكمال: 2/ 466).
(7) هو عثمان وقيل عُثيم بن نسطاس المدني، مولى آل كثير بن الصلت الكندي، وأخو عبيد بن نسطاس، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى له أبو داود حديثاً في القدر. (المزي: 19/ 514).
(8) السمهودي: 2/ 552.