وروى ابن زبالة من طريق عمرة عن عائشة قالت: رُبِّعَ قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعل رأسه مما يلي المغرب (1).
5 - أساطين المسجد وأبوابه:
الأساطين:
الأسطوان المخلق: روى ابن زبالة عن يزيد بن عبيد أنه كان يأتي مع سلمة بن الأكوع إلى سبحة (2) الضحى، فيعمد إلى الأسطوان دون المصحف فيصلى قريباً
__________
(1) بعد ذلك العرض نرى اختلاف الروايات في صفة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه في الحجرة المطهرة، وقد ذكر ابن النجار والسمهودي وغيرهما هذه الروايات مفصلاً، والراجح منها أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في جهة القبلة مقدماً ويليه قبر أبي بكر - رضي الله عنه - من الخلف ورأسه عند منكب النبي صلى الله عليه وسلم ويليه قبر عمر رضي الله عنه ورأسه عند منكب أبي بكر رضي الله عنه، وذلك لأسباب كثيرة أهمها:
1 - ما رواه نافع بن أبي نعيم أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في جهة القبلة مقدماً ثم قبر أبي بكر حذاء منكب النبي صلى الله عليه وسلم ، وقبر عمر حذاء منكب أبي بكر رضي الله عنهما. (ابن النجار:136).
2 - ما نقل ابن سعد في طبقاته (3/ 209) عن عروة والقاسم بن محمد يقولان: أوصى أبوبكر عائشة أن يدفن إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما توفي حفر له، وجعل رأسه عند كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبر هناك.
3 - ترجيح السمهودي لهذه الكيفية للقبور الشريفة حيث قال: وهذه الرواية هي التي عليه الأكثر. (وفاء الوفا: 2/ 551).
4 - اعتماد النووي رحمه الله وغيره هذه الكيفية للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه حيث قال: يأتي الزائر القبر الكريم فيستقبل جدار القبر ويستدبر القبلة ثم يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يتأخر إلى صوب يمينه قدر ذراع فيسلم على أبي بكر (لأن رأسه عند منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يتأخر إلى صوب يمينه قدر ذراع للسلام على عمر ((المجموع شرح المهذب للنووي، 8/ 275).
5 - ما أخرجه أبو داود والحاكم من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت يا أمهْ، اكشفي لي عن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فكشفت لي عن ثلاثة قبور لامشرفة ولا لاطئة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء، وزاد الحاكم: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدماً وأبابكر رأسه بين كتفي النبي وعمر رأسه عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم وكان هذا في خلافة معاوية. (صفوان داوودي: الحجرات الشريفة سيرة وتاريخاً، 1411هـ، مكتبة المسجد النبوي، ص98).
(2) السبحة: بالضم، صلاة النافلة. (السمهودي: 2/ 439).