كتاب الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

باب دفع الضرر، والبرُّ من باب تحصيلِ النفع (¬1)، فالتقوى كالحِمْيَةِ (¬2)، والبرُّ كالعافية والصحة.
وهذا بابٌ شريف يُنتَفَعُ به انتفاع عظيم (¬3) في فهم ألفاظ القرآن ودلالتِه، ومعرفةِ حدودِ ما أنزل الله على رسوله؛ فإنه هو العلم النافع، وقد ذمَّ سبحانَه (¬4) في كتابه من ليس له علم بحدود ما أنزله (¬5) على رسوله. فإن عدمَ العلمِ بذلك مستلزم مفسدتين عظيمتين:
إحداهما (¬6): أن يدخل في مسمَّى اللفظ ما ليس منه؛ فيُحكَم له بحكم المراد من اللفظ؛ فيُسَوَّى (¬7) بين ما فرقَ الله بينهما.
والثانية: أن يخرج من مُسَمَّاه (¬8) بعضُ أفرادِه الداخلةِ تحتَه؛ فيُسْلَب عنه حكمُه؛ فيفرَّق بين ما جمعَ الله بينهما.
والذّكيُّ الفَطِنُ يَتَفَطَّن لأفراد هذه القاعدةِ وأمثلتِها (¬9)، فيَرى أن
¬__________
(¬1) "والبر. . . النفع" ساقطة من ط.
(¬2) "كالحمية" ساقطة من ط. ووقع في سائر النسخ اضطراب بعد "نظائره" أفسد المعنى.
(¬3) ط: "انتفاعا عظيما".
(¬4) ط: "الله تعالى".
(¬5) ط: "أنزل الله".
(¬6) في الأصل وبعض النسخ: "أحدهما"، والمثبت من ط.
(¬7) ط: "فيساوي".
(¬8) ط: "مسمى".
(¬9) ط: "أمثالها".

الصفحة 11