كتاب الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بين الحلال والحرام، ونهاية الشيء تارة تدخل فيه فتكون منه، وتارة لا تكون داخلةً فيه فيكون لها حكم مقابلِه (¬1). فبالاعتبار الأول نَهَى عن تعدِّيها، وبالاعتبار الثاني نَهَى (¬2) عن قربانها.

فصل
فهذا حكمُ العيدِ فيما بينه وبين الناس، وهو أن تكون مخالطته لهم تعاونا على البر والتَّقوى، علما وعملًا.
وأما حالُه فيما بينَه وبينَ الله تعالى: فهو إيثارُ طاعتِه، وتجنُّب معصيتِه، وهو قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ}.
فأرشدت الآيةُ إلى ذكرِ واجب العبدِ بينَه وبينَ الخلق، وواجبِهِ (¬3) بينَه وبينَ الحقّ.
ولا يتمُّ الواجب الأول (¬4) إلا بعَزلِ نفسِه من الوسطِ، والقيامِ بذلك لمحض النصيحة والإحسانِ ورعايةِ الأمر.
ولا يَتِمُ له أداء الواجب الثاني إلا بعَزْلِ الخلقِ من البَيْنِ، والقيامِ به لله (¬5) إخلاصا ومحبةً وعُبودية.
¬__________
(¬1) ط: "المقابلة".
(¬2) "نهى" ساقطة من ط.
(¬3) في بعض النسخ: "وواجب".
(¬4) "الأول" ساقطة من ط.
(¬5) ط: "له بالله".

الصفحة 14