كتاب الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
يأخذونه على إغماض، ويشوبونه على أقذاء (¬1)، فإن هذا مناف للإيمان، بل لابدَّ أن يكون أخذه بقبول ورضى وانشراحِ صدر.
ومتى أراد العبدُ أن يَعلَمَ منزلته من (¬2) هذا فلينظر في حاله، وليُطالِع قَلْبَه (¬3) عند وروِد حُكمه على خلاف هواه وغرضه، أو على خلاف ما قلَّد فيه أسلافه من المسائل الكبار وما دونها، {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)} (¬4).
فسبحان الله كم من حَزازةٍ في قلوب (¬5) كثير من الناس من كثير من النصوص وبوُدِّهم أن لو لم تَرِدْ؟
وكم من حَرَارة (¬6) في أكبادِهم منها؟.
وكم من شَجى حُلوقِهم من موردها؟
ستبدُو لهم تلك السرائر بالذي ... يَسُوءُ ويُخْزِيْ يومَ تُبلَى السَّرائرُ
ثم لم يقتصر [سبحانه] (¬7) على ذلك حتى ضمَّ إليه قوله: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)}؛ فذكر الفعل مُؤكَدًا له (¬8) بمصدره القائم
¬__________
(¬1) ط: "قذى".
(¬2) "منزلته من" ساقطة من ط.
(¬3) ط: "ويطالعه في قلبه".
(¬4) سورة القيامة: 14، 15.
(¬5) ط: "نفوس".
(¬6) في الأصل: "حزازة".
(¬7) زيادة من ط، ق.
(¬8) "له" ساقطة من ط.