كتاب الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فتأمَّلْ كيف اقتضتْ إعادة هذا المعنى قوله تعالى: {فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}، ولم يقل: وإلى الرسول؛ فإن الردَّ إلى القرآن ردٌّ إلى الله والرسول، والردُّ إلى السنة ردٌّ إلى الله والرسول (¬1)، فما يحكم (¬2) به الله هو بعينه حكم رسوله, وما يحكم به الرسول هو بعينه حكم الله.
فإذا رددتم إلى الله ما تنازعتم فيه، يعني إلى (¬3) كتابه؛ فقد رددتموه إلى الله و (¬4) رسوله وكذلك إذا رددتموه إلى رسوله؛ فقد رددتموه إلى الله والرسول (¬5)، وهذا من أسرار القرآن.
وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد في أولي الأمر، فعنه (¬6) فيهم روايتان:
إحداهما: أنهم العلماء.
والثانية: أنهم الأمراء (¬7).
¬__________
(¬1) "والرد إلى السنة. . . الرسول" ساقطة من ط، ق.
(¬2) ط: "حكم".
(¬3) "إلى" ساقطة من ط.
(¬4) "الله و" ساقطة من ط.
(¬5) "والرسول" ساقطة من ط.
(¬6) ط: "وعنه".
(¬7) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (18/ 158): "نصَّ الإمام أحمد وغيره على دخول الصنفين في هذه الآية، إذ كلٌّ منهما تجب طاعته فيما يقوم به من طاعة الله، وكان نواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته. . . يجمعون الصنفين، وكذلك خلفاؤه من بعده".