كتاب الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ومنه "البُرُّ" بالضم؛ لكثرة منافعِه (¬1) وخيرِه بالإضافةِ إلى سائرِ الحُبوب.
ومنه رجل بارٌ، وبَرٌّ، وكِرَام بَرَرة، والأبرار (¬2).
فالبرُّ كلمة لجميع أنواعِ الخير والكمال المطلوب من العبد، وفي مقابلتِه "الإثْم". وفي حديث النَّواس بن سَمْعَان - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [له] (¬3): "جئْتَ تَسأل عن البرِّ والإثم" (¬4)؛ فالإثم كلمة جامعة للشرِّ (¬5) والعيوبَ التي يُذَمُّ العبدُ عليها (¬6).
فيدخل في مسمى البرِّ الإيمان وأجزاؤه الظاهرة والباطنة، ولا ريبَ أن التّقوى جزءُ هذا المعنى، وأكثر ما يُعبرُ بالبِرَّ عن (¬7) بِرِّ القلب، وهو وجود طَعْمِ الإيمان [فيه] (¬8) وحَلاوته، وما يلزم ذلك من طمأنينته وسلامتِه وانشراحِه وقوته وفَرحِه بالإيمان، فإن للإيمان
¬__________
(¬1) في ط: "لمنافعه". وفي سائر النسخ: "منافعه كثيرة".
(¬2) "والأبرار" ساقطة من سائر النسخ.
(¬3) زيادة من ط وسائر النسخ.
(¬4) أخرجه بهذا اللفظ أحمد (4/ 228) والدارمى (2536) من حديث وابصة بن معبد. أما حديث النواس بن سمعان، ففيه: سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البر والإثم، فقال: "البر حسنُ الخلق، والإثم ما حاكَ في صدرك، وكرهتَ أن يطلعَ عليه الناس". أخرجه مسلم (2553).
(¬5) ط: "للشرور".
(¬6) في بعض النسخ: "يذم بها".
(¬7) ط: "يعبر عن" وسائر النسخ: "يعبر عنه" بحذف "بالبر".
(¬8) زيادة من ط وسائر النسخ.

الصفحة 6