كتاب الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

العدل، فإذا (¬1) اكتسبوا سيئاتٍ أوجبت عقوبة، كان كل عامل رهينًا بكسبه لا يتعلق بغيره منه (¬2) شيء.
فالإلحاق المذكور إنما هو في الفضل والثواب لا في العدل والعقاب، وهذا ونحوه (¬3) من أسرار القرآن وكنوزه، التي يختص (¬4) الله بفهمها من شاء.
فقد تضمنتْ هذه الآياتُ أقسامَ الخلائقِ كلهم سعدائهم وأشقيائهم: السعداء المتبوعين (¬5) والأتباع، والأشقياء المتبوعين (¬6) والأتباع.
فعلى العاقل الناصح لنفسه أن ينظر من أيِّ الأقسامِ هو, ولا يغترَّ بالعادة ويُخْلِدَ إلى البطالة.
فإن كان من قسم سعيد انتقل منه (¬7) إلى ما فوقَه، وبذلَ جهده، والله ولي التوفيق والنجاح.
وإن كان من قسم شقي انتقل منه إلى القسم السعيد في زمن الإمكان، قبلَ أن يقول: {يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27)} (¬8).
¬__________
(¬1) ط: "فلما".
(¬2) "منه" ساقطة من ط.
(¬3) ط، ق: "نوع".
(¬4) ق: "يخص".
(¬5) في الأصل: "المتبوعون".
(¬6) في الأصل: "المتبوعون".
(¬7) "منه" ساقطة من ط.
(¬8) سورة الفرقان: 27.

الصفحة 66