كتاب الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل

والمقصود بهذا أن من أعظم التعاون على البرِّ والتّقوى التعاون على سفر الهجرة إلى الله ورسوله (¬1) , باليد واللسان والقلب، مساعدةً، ونصيحةً (¬2)، وتعليمًا، وإرشادًا، ومودةً.
ومن كان هكذا مع عباد الله كان الله (¬3) بكل (¬4) خير إليه أسرع، وأقبلَ اللهُ إليه بقلوب عباده، وفتحَ على قلبه أبوابَ العلم، ويسَّره لليسرى. ومن كان بالضد فبالضدِّ، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)} (¬5).
فإن قلت: فقد (¬6) أشرت إلى سفرٍ عظيم وأمر جسيمٍ، فما زادُ هذا السَّفرِ وما طريقُه وما مَركبُه؟
قلت: زَادُه العلمُ الموروث عن (¬7) خاتم الأنبياء - صلى الله عليه وسلم -، ولا زاد له سواه؛ فمن لم يحصل (¬8) هذا الزاد فلا يخرج من بيته، وليقعد مع الخالفين. فرفقاء التخلُّف (¬9) البطَّالون أكثر من أن يُحْصَوا، فله
¬__________
(¬1) ط: "الرسول".
(¬2) ط: "المساعدة والنصيحة".
(¬3) "كان الله" ساقطة من ط.
(¬4) ط: "فكل".
(¬5) سورة فصلت: 46.
(¬6) ط, ق: "قد".
(¬7) ط: "من".
(¬8) ق: "لم يجد".
(¬9) ط: "المتخلف".

الصفحة 67