كتاب الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

قاصر، وهِمَّتُه واقفةٌ عند التشبهِ بهم ومباهاتهم والسلوكِ أيَّةً (¬1) سَلَكوا، حتى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لأحبَّ أن يَدخُل (¬2) معهم.
فمتى تَرقَّتِ (¬3) هِمَّتُه من (¬4) صحبتهم إلى صُحْبةِ مَن أشباحُهم مفقودةٌ، ومحاسنُهم وآثارُهم الجميلةُ في العالم مشهودةٌ (¬5)، استحدثَ بذلك همةً أخرى وعملًا آخر، وصارَ بين الناس غريبًا، وإن كان فيهم [مشهورًا و] (¬6) نسيبًا، ولكنه غريب محبوبٌ يَرَى ما الناسُ فيه، وهم (¬7) لا يرون ما هو فيه، يُقِيْمُ لهم المعاذيرَ ما استطاعَ، وينصحُهم (¬8) بجهده وطاقته، سائرًا فيهم بعينين:
عين ناظرة إلى الأمر والنهي؛ بها يأمرهم وينهاهم، ويواليهم ويعاديهم، ويؤدي إليهم (¬9) الحقوق، ويستوفيها عليهم.
وعين ناظرة إلى القضاء والقدر، بها يَرْحَمُهم ويدعو لهم ويستغفر لهم، ويلتمسُ لهم وجوهَ المعاذيرِ فيما لا (¬10) يُخِلُّ بأمرٍ
¬__________
(¬1) ط، ق: "يدخله".
(¬2) ط: "صرف".
(¬3) ط: "عن".
(¬4) ط، ق: "موجودة".
(¬5) من ط.
(¬6) "هم" ساقطة من ط.
(¬7) ط: "يحضهم".
(¬8) ط: "لهم".
(¬9) في الأصل: "لم".
(¬10) سورة الأعراف: 199.

الصفحة 87