كتاب إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فصل
ومما يبيِّنُ أن الغضبان قد يتكلَّم في الغضب بما لا يريده، ما رواه مسلم في "صحيحه" من حديث أبي الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنما أنا بشر، وإني اشترطْتُ (¬1) على ربي عز وجلَّ، أيُّ عبدٍ من المسلمين شتمتُه، أو سَبَبْتُه، أن يكون ذلك له زكاةً وأجرًا" (¬2).
وفي "مسند الإمام أحمد" منِ حديث مسروق، عن عائشة قالت: دخل على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - رجلان، فأغْلَظ لهما وسبَّهما (¬3)، قالت: فقلتُ: يا رسول الله! لَمَنْ أصابَ منكَ خيرًا، [ما أصاب هذان منك خيرًا!] (¬4)، قالت: فقال: "أَو ما علمتِ ما عاهدتُ عليه ربيِّ عز وجل؟، قلتُ: اللهمَّ أيُّما مؤمنٍ سببتُه، أو جلدتُه، أو لعنتُه، فاجعلها له مغفرةً وعافية" (¬5).
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة، أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهم أيُّما عبدٍ مؤمنٍ سببتُه، فاجعل ذلك قربةً إليك يوم القيامة" (¬6).
¬__________
(¬1) في الأصل: اشترط. والمثبت رواية مسلمٍ، وهي أولى.
(¬2) "صحيح مسلم" (2602).
(¬3) في الأصل: فأغلظا وسبَّهما. والمثبت رواية "المسند", وهي أولى.
(¬4) زيادة من "المسند"، وهي لازمة.
(¬5) "المسند" (6/ 45). وإسناده صحيح.
وأخرجه مسلم (2600) بنحوه.
(¬6) "صحيح البخاري" (6361)، و"مسلم" (2601).

الصفحة 62