سنة قبل أن أروي الحديث، فلقي أبي هشام بن عروة فقال له: بلغني أن ابنك يروي الشعر؟ قال: نعم، قال: فأرسله إلي، فقال لي أبي: اغد إلى هشام بن عروة فإنه قد استزارك وهو بالعقيق، فأخذت حماراً ونهضت إليه فسلمت وجلست، فقال: بلغني أنك تروي الشعر، فلأي العرب أنت أروى؟ قلت: لبني سليم، قال: فتروي لفلان كذا، ولفلان كذا -فجعل ينشدني لشعراء من بني سليم لم أكن سمعت بهم- ثم قال: يا ابن أخي اطلب الحديث، فمن ذلك اليوم رويت الحديث)).
قال المنذر بن عبد الله: ما سمعت من هشام بن عروة رفثاً قط، إلا يوماً واحداً، فإن رجلاً من أهل البصرة كان يلزمه، فقال له: يا أبا المنذر، نافع مولى ابن عمر كان يفضل أباك على أخيه عبد الله؟ فقال: كذب والله، نافعٌ عاض بظر أمه، عبد الله والله خيرٌ وأفضل من عروة)).
وذكر الزبير قال: ((أخبرني عثمان بن عبد الرحمن، قال: قال أمير المؤمنين المنصور لهشام بن عروة حين دخل عليه هشام: يا أبا المنذر تذكر يوماً دخلت عليك أنا وإخوتي مع أبي الخلائف، وأنت