كتاب أسماء شيوخ مالك لابن خلفون

يستقضيه، قال سليمان: فوكلني يحيى بأهله، وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئاً، فلما قدم العراق كتب إلي: إني كنت قلت لك حين خرجت: قد خرجت وأنا ما أجهل شيئاً، إنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي فاقتضيا شيئاً، والله ما سمعته قط، فإذا جاءك كتابي هذا فسل ربيعة بن أبي عبد الرحمن، واكتب إلي بما يقول، ولا يعلم أني كتبت إليك بذلك أبداً.
نا إبراهيم بن المنذر، قال: نا ابن وهب، قال: نا مالكٌ، قال: قال لي يحيى بن سعيد: اكتب لي أحاديث من أحاديث ابن شهاب في الأقضية، قال: فكتبت ذلك له في صحيفةٍ، كأني أنظر إليها صفراء، فقيل لمالك: يا أبا عبد الله، أعرض عليك؟ قال: هو كان أفقه من ذلك)).
وروي عن سليمان بن بلال أنه قال: ((خرج يحيى بن سعيد إلى إفريقية لميراثٍ وجب له هناك، وطلب له ربيعة بن أبي عبد الرحمن البريد فركبه إلى إفريقية، فقدم بذلك الميراث وهو خمس مائة دينار، قال: فأتاه الناس يسلمون عليه، وأتاه ربيعة فسلم عليه، فلما أراد ربيعة أن يقوم حبسه، فلما ذهب الناس أمر بالباب فأغلق، ثم دعا بمنطقته فصبها بين يدي ربيعة، وقال: يا أبا عثمان والله الذي لا إله إلا هو ما غيبت منها ديناراً إلا شيئاً أنفقته في الطريق، ثم عد خمسين

الصفحة 403