كتاب مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور

* فإنْ كانَ نصْرَانِيًّا، وَاسْتَغَاثَ بجِرْجِسَ أَوْ غيرِهِ: جَاءَ الشَّيْطانُ فِي صُوْرَةِ جِرْجِسَ، أَوْ مَنْ يَسْتَغِيْثُ به.
* وَإنْ كانَ مُنْتَسِبًا إلىَ الإسْلامِ، وَاسْتَغَاثَ بشَيْخٍ يُحْسِنُ الظنَّ بهِ مِنْ شُيُوْخِ المسْلِمِينَ: جَاءَ فِي صُوْرَةِ ذلِك َ الشَّيْخ.
* وَإنْ كانَ مِنْ مُشْرِكِي الهِنْدِ: جَاءَ فِي صُوْرَةِ مَنْ يُعَظمُهُ ذلِك َ المشْرِك).
وَقالَ شَيْخُ الإسْلامِ ابنُ تَيْمية َ فِي «رَدِّهِ عَلى البَكرِيِّ» (2/ 480) -: (وَحُجَّتُهُمْ: أَنَّ طائِفة ً مِنَ النّاس ِ اسْتَغَاثوْا بحيٍّ أَوْ مَيِّتٍ: فرَأَوْهُ قدْ أَتى فِي الهوَاءِ، وَقضَى بَعْضَ تِلك َ الحوَائِجِ، وَأَخبرَ ببَعْض ِ مَا سُئِلَ عَنْه!
وَهَذَا كثِيرٌ وَاقِعٌ فِي المشْرِكِينَ الذِيْنَ يَدْعُوْنَ الملائِكة َ وَالأَنبيَاءَ وَالصّالحِينَ وَالكوَاكِبَ وَالأَوْثانَ، فإنَّ الشَّيَاطِينَ كثِيرًا مَا تَتَمَثلُ لهمْ فيَرَوْنهَا قدْ تُخَاطِبُ أَحَدَهُمْ وَلا يرَاهَا.
وَلوْ ذكرْتُ مَا أَعْلمُ مِنَ الوَقائِعِ الموْجُوْدَةِ فِي زَمَانِنَا مِنْ هَذَا: لطالَ هَذَا المقام.
وَكلمَا كانَ القوْمُ أَعْظمَ جَهْلا ً وَضَلالا ً: كانتْ هَذِهِ الأَحْوَالُ الشَّيْطانِيَّة ُ عِنْدَهُمْ أَكثر.
وَقدْ يَأْتِي الشَّيْطانُ أَحَدَهُمْ بمَال ٍ، أَوْ طعَامٍ، أَوْ لِبَاس ٍ، أَوْ غيرِ ذلِك َ، وَهُوَ لا يَرَى أَحَدًا أَتاهُ بهِ، فيَحْسَبُ ذلِك َ كرَامَة ً، وَإنمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطان.

الصفحة 263