كتاب مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور

قالَ شَيْخُ الإسْلامِ ابنُ تَيْمية َ-كمَا فِي «مَجْمُوْعِ الفتَاوَى» (17/ 460 - 461) -: (وَإنمَا المقصُوْدُ: أَنَّ أَصْلَ الشِّرْكِ فِي العَالمِ كانَ مِنْ عِبَادَةِ البَشَرِ الصّالحِينَ، وَعِبَادَةِ تَمَاثِيْلِهمْ وَهُمُ المقصوْدُوْنَ.
وَمِنَ الشِّرْكِ: مَا كانَ أَصْلهُ عِبَادَة َ الكوَاكِبِ، إمّا الشَّمْسُ، وَإمّا القمَرُ، وَإمّا غيرُهُمَا، وَصُوِّرَتِ الأَصْنَامُ طلاسِمَ لِتِلك َ الكوَاكِب.
وَشِرْك ُ قوْمِ إبْرَاهِيْمَ - وَالله ُ أَعْلمُ - كانَ مِنْ هَذَا، أَوْ كانَ بَعْضُهُ مِنْ هَذَا.
وَمِنَ الشِّرْكِ: مَا كانَ أَصْلهُ عِبَادَة َ الملائِكةِ أَوِ الجِنِّ، وَوُضِعَتِ الأَصْنَامُ لأَجْلِهمْ، وَإلا َّ فنفسُ الأَصْنَامِ الجمَادِيةِ لمْ تُعْبَدْ لِذَاتِهَا، بَلْ لأَسْبَابٍ اقتضَتْ ذلِك َ، وَشِرْك ُ العَرَبِ كانَ أَعْظمُهُ الأَوَّلَ، وَكانَ فِيْهِ مِنَ الجمِيْع) اه.

الصفحة 280