كتاب مجانبة أهل الثبور المصلين في المشاهد وعند القبور

فإنهَا لا تضُرُّه» رَوَاهُ البُخارِيُّ في «صَحِيْحِهِ» (6986) وَمُسْلِمٌ (2261) مِنْ حَدِيْثِ أَبي قتادَة َ رَضِيَ الله ُ عَنْه.
وَرَوَى البُخارِيُّ في «صَحِيْحِهِ» (6989) مِنْ حَدِيْثِ أَبي سَعِيْدٍ الخدْرِيِّ رَضِيَ الله ُ عَنْهُ: أَنهُ سَمِعَ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقوْلُ: «الرُّؤْيا الصّالحِة ُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّة».
وَقالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لمْ يبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إلا َّ المبشِّرَات».
قالوْا: وَمَا المبشِّرَات؟
قالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرُّؤْيا الصّالحِة» رَوَاهُ البُخارِيُّ في «صَحِيْحِهِ» (6990) مِنْ حَدِيْثِ أَبي هُرَيرَة َ رَضِيَ الله ُ عَنْه.
إلا َّ أَنَّ الرُّؤْيا تخالِفُ الوَحْيَ وَتفارِقهُ في مَسَائِلَ، مِنْهَا:
* أَنَّ شَرْط َ اعْتِبَارِهَا: أَنْ تَكوْنَ رُؤْيا صَالحِة ً، لا حُلمًا أَوْ أَضْغاثَ أَحْلام.
* وَأَنهَا لا تَكوْنُ باِخْتِيَارِ النّائِمِ، بَلْ ترِدُ عَليْهِ دُوْنَ اخْتِيَارِه.
* وَلا يُشْترَط ُ فِيْهَا صَلاحُ صَاحِبهَا لِصِحَّتِهَا، بَلْ رُبَّمَا كانَ كافِرًا أَوْ دُوْنَ ذلِك َ، كمَا في قِصَّةِ مَلِكِ مِصْرَ مَعَ يُوْسُفَ عَليْهِ السَّلامُ، وَصَاحِبَيْهِ في السِّجْن ِ، وَقدْ حَكاهَا الله ُ تَعَالىَ لنا في القرْآن ِ، وَقِصَّةِ هِرَقلَ في «صَحِيْحِ البُخارِيّ» (7).
إلا َّ أَنَّ صِدْقَ رُؤْيا هَؤُلاءِ عَلى النادِرِ، بخِلافِ المؤْمِنِينَ المسْتقِيْمِينَ: فقدْ أَخْرَجَ البُخارِيُّ في «صَحِيْحِهِ» (7017) وَمُسْلِمٌ (2063) عَنْ أَبي هُرَيرَة َ رَضِيَ الله ُ عَنْهُ يَقوْلُ: قالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إذا

الصفحة 332