كتاب تنبيه القارئ (اسم الجزء: 1)

ومنها ما رواه الإسماعيلي في معجمه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أي الخلق أعجب إيمانًا؟» قالوا: الملائكة. إلى قوله: «ولكن قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني» . انتهى. من الدرر المنثور (جـ 1 ص 26) .
ومنها ما رواه الطبراني عن صالح بن جبير قال: قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيت المقدس ليصلي فيه ومعنا رجاء بن حيوة إلى أن قال: قلنا: يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرًا؟ فذكره بمعناه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: اختلف في رجاله. ومنها ما رواه البزار عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أخبروني بأعظم الخلق عند الله منزلة ... » الحديث كما تقدم. قال الهيثمي: حسن المنهال بن عمرو وثقه أبو حاتم وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح (جـ 10، ص 65) .
فهذه الروايات المتعددة المتباينة تدل على أنه محفوظ صحيح كما جزم به الحافظ بن كثير والله أعلم.
13- ذكر صاحب كتاب التأنيب: قال في الصحيح أن الرؤيا قد تكون حقاً وهي المعدودة من النبوة وقد تكون من الشيطان وقد تكون من حديث النفس (343) .
قال في التنكيل في الحاشية قلت: المراد الصحيح عند الإطلاق أحد الصحيحين وعلى هذا الاصطلاح جرى المصنف فيما سبق. وهذا معناه أن الحديث عند أحدهما وليس كذلك، فإما أنه وهم في عزوه للصحيح، أو أنه تسامح في التعبير يعني أنه وفي الحديث الصحيح وليس في الجامع الصحيح وإنما أخرجه ابن ماجة (جـ 3: 343) (¬1) قلت: بل هو في الصحيح فقد أخرجه مسلم في الصحيح في كتاب الرؤيا من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزأ من النبوة والرؤيا ثلاثة. فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه)) .
14- حديث: كان كم قميصه إلى الرسغ د، ت عن أسماء بنت يزيد ضعيف. الأحاديث الضعيفة (3445) انتهى من الجامع الصغير برقم (4484) .
أقول: هذا فيه نظر، بل هو حسن كما قاله الترمذي ورجاله ثقات إلا شهر ابن حوشب اختلف فيه. قال الذهبي: وثقه أحمد وابن معين ولم
¬_________
(¬1) وقد تنبه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1341) فعزاه لمسلم.

الصفحة 17