كتاب تنبيه القارئ (اسم الجزء: 1)

المدينة كنت له شفيعًا» . قال في الحاشية: لم أعرف حديث معقل هذا. قلت: قد تقدم في أول الكتاب دون ذكر المدينة، والمقصود حاصل لأن المؤلف قصده الشفاعة (جـ 1 ص 20، 23) . وقد صححه كما تقدم فلعله عزب عن فهمه لما وصل إلى هذا الموضع فجل من لا ينسى.
26- حديث عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بنْ رَبِيعَة أَنَّ الْعَبَّاسَ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُغْضَبًا وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ: ((مَا أَغْضَبَكَ)) ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا وَلِقُرَيْشٍ إِذَا تَلاقَوْا بَيْنَهُمْ تَلاقَوْا بِوُجُوهٍ مُبْشَرَةٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِغَيْرِ ذَلِكَ. فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ» .
رواه الترمذي وفي المصابيح عن المطلب.
قال في تخريج المشكاة (جـ 3 ص 1735) وقال: حديث حسن صحيح. قلت: وإسناده ضعيف.
وضعفه في ضعيف الجامع (جـ 6 ص 46) . انتهى.
أقول: في تضعيفه نظر وقول الترمذي أقرب لأن ضعفه بسبب يزيد بن أبي زياد الكوفي مولى بني هاشم. وقد قال عنه الذهبي في الكاشف (جـ 3 ص 278) : شيعي عالم فهم صدوق رديء الحفظ لم يترك. وقال البخاري في تاريخه الكبير (جـ 9 ص 334) عن جرير: كان يزيد بن أبي زياد أحسن حفظًا من عطاء بن السائب. فهذا إنما يضعف حديثه لما يخشى من غلطه. وقد اندفع هذا التوهم بوروده من غير طريقه. قال ابن ماجة في سننه: حدثنا عمر ابن طريف ثنا محمد بن فضيل ثنا الأعمش عن أبي سبرة النخعي عن محمد بن كعب القرظي عن العباس بن عبد المطلب ... فذكر معناه.

الصفحة 25