كتاب تنبيه القارئ (اسم الجزء: 1)

وهذا الإسناد على شرط مسلم فقد خرج لبشير بن مهاجر في صحيحه، ورواه الحاكم وصححه. ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (جـ 7 ص 159) : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وذكر له شواهد من حديث أبي أمامة وأبي هريرة ومعاذ بن جبل. وبالجملة فالحديث أقل أحواله أن يكون حسنًا والقول بصحته ليس ببعيد والله أعلم (¬1) .
3- وعَنْ مَحْمُودَ بْنَ لَبِيدٍ قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا. فَقَامَ غَضْبَان ثُمَّ قَالَ: «أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ عزَّ وَجَل وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ» . حَتَّى قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا أَقْتُلُهُ) . رواه النسائي.
قال في تخريج المشكاة (جـ 2 ص 980) : ورجاله ثقات لكنه من رواية مخرمة عن أبيه ولم يسمع منه. وقال في ضعيف الجامع (جـ 2 ص 252) : ضعيف. انتهى.
أقول: الحديث قواه غير واحد من العلماء ولم يروا هذا التعليل قادحًا فيه. قال العلامة ابن القيم في زاد المعاد (¬2) (جـ 4 ص 52) لما ذكر الحديث: إسناده على شرط مسلم فإن ابن وهب: قد رواه عن مخرمة بن بكير بن الأشج عن أبيه قال سمعت محمود بن لبيد فذكره ومخرمة ثقة بلا شك وقد احتج مسلم في ((صحيحه)) بحديثه عن أبيه. والذين أعلوه قالوا: لم يسمع منه وإنما هو كتاب. قال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عن مخرمة بن بكير فقال: هو ثقة ولم يسمع من أبيه، إنما هو كتاب مخرمة فنظر فيه كل شيء يقول بلغني عن سليمان بن يسار
¬_________
(¬1) قال في صحيح ابن ماجة رقم (3781/2) : ضعيف يحتمل التحسين وكذا في التعليق على الطحاوية ص 126 قال: فمثله يحتمل التحسين.
(¬2) وفي الطبعة المحققة (5/242) .

الصفحة 4