كتاب تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

العرض والامتحان إلى كتاب الجيش ليتأملوا حليته، ويقابلوا بها ما عندهم من صفته، لئلا يكون دخيلاً أو بديلاً، فأذا تكامل عرض أصحاب القائد دفعت جريدته التي فيها العلامات بخط المعتضد بالله إلى عبيد الله بن سليمان ليدفعها من وقتها إلى الكاتب، ويميز ما فيها من أرباب العلامات، ويفرد لكل صنف منهم جريدة، وإذا عمل الكاتب من ذاك ما يعمله، قابل عليه بنفسه لئلا يتم على عبيد الله مغالطة فيه ثم أخذ الجرائد المبيضات المجردات وسلم إلى عبيد الله ذات العلامات، وكل هذا من غير أن يعلم القائد وأصحابه بما يجري منه، ثم يخرج كل جريدة إلى مجلس قد أفرد لذلك الصنف، وجعل شهر الذين ارتضاهم وأمضاهم تسعين يوماً، وسماهم عسكر الخاصة. وضم المتوسطين إلى بدر ليكونوا في شحنة طريق خراسان والأنبار وزاذان ودقوقا وخانيجار، ودعاهم عسكر الخدمة، وجعل أيام شهرهم مائةً وعشرين يوماً، وأمر عبيد الله بن سليمان بأن يرسم الطبقة الدون بالخروج إلى أعمال الخراج للاستحثاث على حمل الأموال بعد أن يسقط منهم الراضة والأثبات المشاكلين للرعية، وأن يسبب أموالهم على النواحي في دفعتين من السنة، ويوفر عليهم مرافق المسقطين ومنافعهم ومكاسبهم، ويجعل منهم من يكون من أصحاب المعاون ببغداد وواسط والكوفة، وأمضى من أرزاق التسعينية المختارين ما كان لهم في أيام الناصر، وأسقط ثمن قضيم دوابهم وعلوفتهم، وهو للدابة في كل خمسة

الصفحة 18