كتاب المشترك اللفظي في الحقل القرآني

ثانيا: في مجال الأفعال ضرب
بعد أن بين أن الأصل في الضرب الجلد ذكر أن من معانيه السيّر، يقال: ضرب في الأرض، أي سار، وأضرب فلان عن الأمر: كفّ الخ.
ثم تناول هذه المادّة في ضوء القرآن الكريم، فقال:
«ذكر أهل التفسير أن الضرب في القرآن على ثلاثة أوجه:
أحدها: السيّر، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (¬1) .. وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ (¬2) وفي المزمّل: وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ (¬3) والثاني: الضرب باليد وبالآلة المستعملة باليد، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: وَاضْرِبُوهُنَّ، (¬4) وفي الأنفال: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ (¬5)، وفي سورة محمد عليه السّلام: فَضَرْبَ الرِّقابِ (¬6).
والثالث: الوصف، ومنه قوله تعالى في سورة البقرة: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها (¬7)،
¬__________
(¬1) النساء: 94.
(¬2) النساء: 101.
(¬3) المزمّل: 20.
(¬4) النساء: 34.
(¬5) الأنفال: 12.
(¬6) محمد: 4.
(¬7) البقرة: 26.

الصفحة 212