ويعني به الأرض بعينها فقال:
الوجه السابع: «الأرض» يعني جميع الأرضين فذلك قوله في الأنعام»: وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ يعني جميع الأرض.
وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ (¬1). وقال في لقمان: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ (¬2) يعني الأرضين، ونحوه كثير (¬3).
3 - ومن منهجه أن يوضح أسباب النّزول ليكشف الغطاء عن معنى الكلمة القرآنية ذات المعنى المتعدّد، ومثال ذلك تفسيره لقوله تعالى يوزعون» قال: «يوزعون» على وجهين: فوجه منهما: يوزعون، يعني:
يساقون، فذلك قوله في «النمل» وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ يعني (¬4): يساقون، نظيرها فيها حيث يقول: وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (¬5) يعني يساقون.
والوجه الثاني: «أوزعني» يعني ألهمني الشكر، فذلك قول سليمان في «النمل»: رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ (¬6) كقول أبي بكر بن قحافة:
¬__________
(¬1) الأنعام: 38.
(¬2) لقمان: 27.
(¬3) الأشباه والنظائر: 201 - 204.
(¬4) النمل: 17.
(¬5) النمل: 83.
(¬6) النمل: 19.