كتاب المشترك اللفظي في الحقل القرآني

3 - كان
تفسير «كان» على خمسة وجوه:
فوجه منها، كان يعني ينبغي: فذلك قوله في «آل عمران»:
ما كانَ لِبَشَرٍ يعني لا ينبغي لبشر أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ (¬1)، كقوله في «النساء»: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ يعني ولا ينبغي لمؤمن أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً (¬2) وكقوله في النّور:
ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا، (¬3) ونحوه كثير.
والوجه الثاني: كان صلة في الكلام، فذلك قوله وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً، (¬4) يقول: والله على كل شىء قدير.
وكان ها هنا صلة في الكلام فمعنى وكان الله على كل شىء قديرا يقول: والله على كل «شىء» قدير، «وكقوله» وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (¬5) يعني والله عليم حكيم. فكان ها هنا صلة في الكلام، وكقوله: وَكانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً (¬6) يعني والله سميع بصير، وكان ها هنا صلة في الكلام، وكقوله: وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (¬7) يعني، والله غفور رحيم، وكان ها هنا صلة في الكلام.
¬__________
(¬1) آل عمران: 79.
(¬2) النساء: 92.
(¬3) النور: 16.
(¬4) الأحزاب: 27.
(¬5) النساء: 111، والفتح: 4
(¬6) النساء: 134
(¬7) النساء: 100.

الصفحة 77