كتاب المشترك اللفظي في الحقل القرآني
4 - ظل
تفسير «ظل» على وجهين:
فوجه منهما: ظلوا: يعني مالوا، فذلك قوله في الحجر: وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يعني مالوا فيه يَعْرُجُونَ. (¬1) كقوله في الشعراء: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (¬2).
والوجه الثاني: ظلّ: يعني إقامة، فذلك قوله في «طه»:
انْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً (¬3) يعني أقمت عليه عاكفا، يعني عابدا له كقوله في الشعراء: قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (¬4) يعني فنقيم لها عاكفين يعني عابدين.
وقال في الواقعة: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (¬5) يعني فأقمتم تعجبون.
وقال في النحل: ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا (¬6) يعني أقام، نظيرها في الزخرف. (¬7)
¬__________
(¬1) الحجر: 14.
(¬2) الشعراء: 4.
(¬3) طه: 97.
(¬4) الشعراء: 71.
(¬5) الواقعة: 65.
(¬6) النحل: 58.
(¬7) يشير إلى الآية 17. وهي وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ وانظر الأشباه والنظائر: 173.
الصفحة 80